responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 201

يجلس والناس معه وبيده جريدة وهو يقول: ((أيّها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إنّه يقول لكم إنّي لم آلكم نصحاً. قال ومعه مولى لأبي بكر يقال له شديد معه الصحيفة الّتي فيها استخلاف عمر))[1]. بل ذكر ابن سعد في (الطبقات الكبرى) ما يستفاد منه بأنّ عمر كان حاضراً عند كتابة هذا الكتاب أيضاً، قال: ((فخرج - أي: عثمان- بالكتاب مختوماً ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي))[2].

فهنا من حقّنا أن نتساءل، بل ومن حقّ كلّ إنسان حين يقرأ هذه المتباينات أن يتساءل أيضاً، ويقول: فهل يا ترى أنّ أبا بكر كان أكثر وعياً وحضوراً ذهنياً من النبيّ محمّد(صلى الله عليه وآله) حين كتابة هذا الكتاب، فيؤخذ بكتابه وما كتب فيه، بينما يرمى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالهجر والهذيان دون ذلك ويمنع من كتابة كتابه الّذي أراد؟!!

إنّنا وعلى الرغم من المرارة الّتي نشعر بها ويشعر بها كلّ مسلم غيور على نبيه(صلى الله عليه وآله) لهذا الموقف، لا يفوتنا أن نشير إلى أنّ القوم المعترضين على كلام رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ورأسهم عمر بن الخطاب، قد افتضح أمرهم في نفس الموقف الذي اعترضوا فيه على النبيّ(صلى الله عليه وآله) ورموه بالهجر والهذيان، فقد تباينت تصرّفاتهم واختلفت ممّا لا يحتاج معه إلى ذكر مواقف أخرى تفضح هذا التباين في التصرّفات، فهم في الوقت الذي تراهم يعصون أوامر النبيّ(صلى الله عليه وآله) ويتخلّفون عن إطاعته بجلب الكتف والدواة له ليكتب لهم كتاباً لا يضلّوا بعده أبداً ويرمونه بالهجر أو غلبة الوجع، نراهم في نفس هذا الوقت, وفي اللحظة ذاتها يمتثلون لأمره(صلى الله عليه وآله) بالخروج من الغرفة حين قال لهم(صلى الله عليه وآله): (قوموا عنّي...)!

نقول: فهلا وجدوا كلامه الأخير هجراً وهذياناً أيضاًَ ـــ حاشاه ـــ ككلامه الأوّل ـــ لاتّحاد الزمان والمكان والشخص ـــ لا يستحق منهم الامتثال والطاعة فيمتنعون عن


[1] تاريخ الطبري 2: 618.

[2] الطبقات الكبرى 3: 200، تاريخ مدينة دمشق 3: 411، أسد الغابة 4: 69.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست