responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 199

بالحقّ ما يخرج منه إلا الحقّ) وأشار إلى لسانه[1]. وكلامه(صلى الله عليه وآله) هنا عام ومطلق، وهو لا يبقي لأهل التأويل أيّ شيء يمكنهم الاستناد إليه في تمرير العثرة المتقدّمة!

بل ورد عنه(صلى الله عليه وآله) أنّه حتّى في حالات الممازحة والمداعبة لا يقول إلا حقّاً، فقد قال له بعض أصحابه يوماً وكان يداعبهم: فإنّك تداعبنا يا رسول الله؟ قال(صلى الله عليه وآله): (إنّي لا أقول إلا حقّاً)[2]، وهذا الحديث كسابقه في الدلالة على أنّ النبيّ المعصوم (عليه الصلاة والسلام) لا يعتريه ما يعتري بقية الناس من حالة الاضطراب في الكلام، أو يكون ضحية لمزاجه أو هواه في حالات معينة كحالة الغضب والممازحة أو حالات الوجع والمرض، مع أنّ حالات الغضب والممازحة هي أشدّ من غيرها في تحقيق الاضطراب عند المتكلم منه في حالة المرض، ومع هذا فقد أخبر النبيّ(صلى الله عليه وآله) أنّه حتّى في هذه الحالات لا يقول إلا حقّاً.

قال المباركفوري في شرحه للحديث: (((لا أقول إلا حقّاً) أي: عدلاً وصدقاً، لعصمتي من الزلل في القول والفعل ولا كلّ أحد منكم قادر على هذا الحصر لعدم العصمة فيكم))[3].

وإن كان العجب ينقضي في مورد ما، فهو لا ينقضي من التصرّفات المتباينة لهذا الصحابي، ففي الوقت الّذي نراه يقف أمام النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله) ويتجاوز بكلّ جرأة على الجناب الأقدس ليصدّه عن كتابة كتاب هام للمسلمين أملته شفقة هذا النبيّ العظيم بأمّته وما أراده(صلى الله عليه وآله) لها من عدم الضلالة من بعده أبد الآبدين كما


[1] مسند أحمد 2: 162، سنن أبي داود 2: 176، سنن الدارمي 1: 125، المستدرك على الصحيحين 1: 186 صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، تفسير ابن كثير 4: 264، فتح الباري 1: 185.

[2] سنن الترمذي 3: 241 وحسّنه، مجمع الزوائد 9: 17 قال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، الأدب المفرد: 66.

[3] تحفة الأحوذي في شرح الترمذي 6: 108.

نام کتاب : السلف الصالح نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست