responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 87

مسيرتها المباركة!

لكن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قام بعد فعلتهم الشنيعة تلك، بمحاولة أخرى قبل يومين أو ثلاثة من وفاته(صلى الله عليه وآله)، حين أراد إخراجهم من المدينة للغزو تأكيداً وتذكيراً وتجديداً لأمره السابق لهم بالخروج لغزو الروم في بداية مرضه قبل أسبوعين تقريباً، وذلك لإتمام أمر خليفته على أمّته من بعده بعيداً عنهم وعن اعتراضهم عليه واختلافهم معه، بعد أن رأى ما رأى من مواجهتهم له وكلامهم فيه وطعنهم في كلّ شيء وهدمهم لكلّ ما بناه وشيّده فيهم لسنوات!!

وبذلك قام النبيّ(صلى الله عليه وآله) ــ بعد أن استنفذجميع خياراته ــ بخيار أخير حرصاً عليهم وعلى الأمّة ــ ليقطع الحجّة والتذرّع بعد ذلك ــ بعد رفضهم الأمر وتمرّدهم واعتراضهم عليه حتّى وصل الأمر بهم إلى تهديده(صلى الله عليه وآله) بالمساس والطعن بشخصه الشريف(صلى الله عليه وآله) وعصمته ونبوّته ورسالته كلّها إن كتب تلك الوصية الخطيرة التي يريد النص فيها على الأمر من بعده كما هو واضح؛ حينما عصوا أمره ولم يقدّموا له الكتاب الذي طلب منهم تقديمه بأنفسهم وأيديهم وبرضاً وطيب نفس وتسليماً، فكذلك لم يأتمروا بأمره لهم وطلبه الأخير منهم فلم ينفذوا جيش أسامة طيلة تلك الأيام، بحجّة خوفهم من وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله) في مرضه هذا وهم بعيدون عن المدينة!![1] مع أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو الذي استنفرهم وبعثهم بنفسه وهو على تلك الحالة من شدّة المرض حينما خرج لهم ــ أرواح العالمين له الفداء ــ وهو معصوب الرأس من شدّة وجعه، ومع علمه بقرب أجله، وصعد المنبر وهو على تلك الحالة وأنكر عليهم عدم خروجهم وعدم انصياعهم لأوامره وعدم رضاهم بتنصيب أسامة عليهم وتأخّرهم وتململهم في خروجهم وتلكّؤهم في مغادرة المدينة


[1] وهذا أيضاً دليل على أنّهم يعلمون جيّداً بما يريد(صلى الله عليه وآله) تحصيله بإبعادهم.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست