responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 88

المنورة.

فحصل ما حصل! وحققوا ما طمحوا وسعوا إلى حصوله وما بذلوا لتحقيقه حتّى مع وضوح بغض الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) ذلك!!

نجحوا فجنحوا وهلكوا فأهلكوا!

نعم، لقد نجحوا بأفعالهم تلك في منع وقوع ما كانوا يكرهون وقوعه من كتابة النص على الإمام عليّ(عليه السلام) والوصية له وإبعاد الأمر عنهم وحرمانهم من القيادة والرئاسة والى الأبد، فوقع لهم ما أرادوا بعد كلّ الجهود الاستثنائية التي بذلها رسول الله(صلى الله عليه وآله) لتبليغهم دين الله تعالى!

نعم، نجحوا في جعل بيان الأمر بذلك المستوى، حيث يتمكّنون من إنكاره أو تأويله أو الالتفاف عليه دون أن يستطيع أحد تكفيرهم أو شنّ الحرب عليهم؛ ولكن لم يكن ذلك لذكائهم ولا لصحّة فعلهم أو إقرار النبيّ(صلى الله عليه وآله) لهم، بل لجرأتهم على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعنادهم لأحكام دين الله التي لا تروق لهم، خصوصاً وأنّ هذا الأمر يشترط في نفوذه في الناس وتطبيقه على الأمّة جمعاء وتحصيل جميع مصلحته وفائدته وجني تمام ثماره؛ قبوله من الناس وقناعتهم به وبعصمته، والبيعة له والرضا عنه والانقياد للإمام والقائد، والتسليم لأوامره دون شك أو ارتياب فيما يقول ويفعل ويسن؛ لتتمّ المصلحة كاملة من علل تشريعه، فيؤمن من الضلال والاختلاف حينها، لحصولها باختيارهم حينئذ ودون إكراه، ولذلك قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[1]، أي: لا يمكن أن تتحصل ثمرات الدين والتديّن بالإكراه.

وكذلك أشار رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى هذا الشرط حين أوصى الأمّة بوجوب التزام


[1] البقرة: 256.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست