responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 67

والمواجهة بادية في وجوههم، ظاهرة في قسماتهم، واضحة في تصرّفاتهم، لائحة في أفعالهم.

علماً أنّ كلّ ما روي في إسكات الناس يذكر حصوله في منى، وحديث جابر الذي ذكرناه آنفاً كان في منى أيضاً كما في إحدى رواياته، وقد روي حديث جرير في مصادر أخرى تحكي لنا ما جرى حينها بوضوح دون حذف أو تلاعب حينما فعلوا ذلك ولم ينصتوا ولم ينتهوا؛ فتصدى رسول الله(صلى الله عليه وآله) لذلك بقوله: (يا جرير استنصت الناس) ثمّ قال عند ذلك: (لا ألفينكم ــ لأعرفن ــ بعد ما أرى، أي: من تصرّفاتكم ترجعون بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)[1]، وهذا يثبت ما قلناه بوضوح!!

بالإضافة إلى أنّ المعروف والمنقول أنّ عادة المسلمين حينما يخطب النبيّ(صلى الله عليه وآله) يكونون من السكون والسكوت بحال كأنّ على رؤوسهم الطير[2]، ولكن الحال هنا قد اختلف، كما هو الحال في موقف مصيري آخر حينما تجرّأت قريش وقامت برزية أخرى مماثلة ومشابهة لهذه الحادثة تماماً وهي رزية يوم الخميس، والتي سببت حدوث رزية الأمّة، كما وصفها وبكى بسببها ابن عباس حبر الأمّة وترجمان القرآن، حينما رموا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وخاتم النبيين وأشرف خلق الله أجمعين بالهجر والفحش والهذيان!!


[1] أخرجه أحمد في مسنده (4/366) والنسائي في سننه (7/128) وفي الكبرى أيضاً وابن كثير في البداية والنهاية (5/216)..

[2] وردت عدّة روايات بأنّ الصحابة حينما يكونون في حضرة رسول الله(صلى الله عليه وآله) يكونون كأنّ على رؤوسهم الطير، وذُكر ذلك في صفاته وشمائله(صلى الله عليه وآله) في غير حديث، والملفت أنّي وجدت رواية يرويها الهيثمي في مجمع زوائده (9/53) عن أنس بن مالك يقول: كنّا نجلس عند النبي(صلى الله عليه وآله) كأنّما على رؤوسنا الطير ما يتكلّم أحد منّا إلاّ أبو بكر وعمر!! وقال: رواه الطبراني...

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست