responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 66

أحمد عن نفس هذا الصحابي الرائع الذكي الذي تحمّل أعباء وتبعات نقله لهذه الرواية وإيصال الحقيقة للناس وهو جابر بن سمرة، منفرداً بشجاعة فائقة بنقل هذا الحديث الشريف ونشره بألفاظ مختلفة حتّى أدّى ما جرى بشكل واضح جلي فقال: "خطبنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنى (وفي رواية: بعرفات) فسمعته يقول: (لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً حتّى يملك اثنا عشر كلّهم)، ثمّ لغط القوم وتكلّموا فلم أفهم قوله بعد (كلّهم)، فقلت لأبي: ما قال بعد (كلّهم)؟ قال: كلّهم من قريش"[1]؛ وهي إشارة واضحة منه(رضي الله عنه) للتنبيه وللكشف عمّا حصل وصدر من تصرّفهم بذلك الشكل واعتراضهم على النبيّ(صلى الله عليه وآله) ومحاولتهم إسكاته ومنعه من التصريح بما يريد من أمر لا يروق لهم وما لا يقبلونه أبداً!

فأنكر عليهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) لغطهم هذا واعتراضهم عليه ورفع أصواتهم فوق صوته، فأمر جرير بن عبد الله أن ينبّههم ويسكتهم ويستنصتهم ــ ولكن دون جدوى!! ــ كي يستمعوا لقوله(صلى الله عليه وآله)، لمخالفتهم أمر الله تعالى المعروف عندهم من قبل بالاستماع إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعدم رفع أصواتهم فوق صوته وعدم جهرهم له بالقول كجهر بعضهم لبعض، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن جرير قوله: "قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع: (يا جرير استنصت الناس)"[2]، فكانوا مأمورين بالسكوت والإنصات لا بالكلام ورفع الأصوات! وفعلهم هذا يوضّح لنا معنى حديث جرير من أمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) له هنا بالذات، فلم نره في موضع آخر أو خطبة أخرى غير هذه أمرهم فيها بالسكوت والإنصات! ولم يبعث من يسكتهم ويستنصتهم لولا أنّهم أساؤوا التصرّف والأدب وأكثروا الكلام في غير محلّه،


[1] رواه أحمد في مسنده (5/99)، والطبراني في الكبير (2/196).

[2] البخاري (1/38) و(5/126) و(8/36،91)، ومسلم (1/58).

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست