responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 68

وأكثروا في حضرته الاختلاف واللغط ورفع الأصوات، فتصدّى لهم(صلى الله عليه وآله) وطردهم، مع عدم فعله لذلك مع أحد طيلة حياته كلّها، ولكن في هذين الموقفين فقط قام بإسكاتهم مرّة وطردهم أخرى، ليبيّن لأمّته فداحة ما فعلوا وينبّههم على ذلك وينذرهم خطر وسوء ما ارتكبوا وعن سبيل الحقّ كيف صدّوا، فإنّ الشدّة وعدم اللين في تصرّفه(صلى الله عليه وآله) عند هذين الموقفين يختلف عن المعروف والمعهود من صبره وسعة صدره وتحمّله لإساءات المسيئين، ولكن الموقف هنا يختلف عن غيره ؛ لأنّ الحرب هنا تشن على الدين وعلى مستقبل المسلمين، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) يعلم ذلك جيّداً فهو المتصل بالوحي والسماء فتصرّف بحسب ما يقتضيه الموقف ؛ لأنّهم هنا خالفوا أمر الله لهم بالسكوت عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعدم رفع أصواتهم فوق صوته، وكذا وجوب التأدّب معه(صلى الله عليه وآله) واحترامه وتعزيزه وتوقيره، فقد قاموا برفع الأصوات في حضرته وشوشوا ولغطوا وقطعوا كلامه واعترضوا عليه ومنعوا من وصول صوته، بل اضطروه(صلى الله عليه وآله) بتصرّفهم هذا وجرأتهم تلك على خفض صوته وقطع كلامه وإجمال ما كان يريد تفصيله لهم، لعدم جدوى رفع الصوت حينها لحصول منافاة بين رفع صوته للتبليغ وبين رفضهم لذلك التبليغ، فاكتفى بقول يأمن معه من مستطير شرّهم وكبير اعتراضهم وهيجان نقمتهم وشديد غضبهم خوفاً من إتمامه(صلى الله عليه وآله) لهذا الأمر، فخفض(صلى الله عليه وآله) صوته حينما لغطوا ورفعوا صوتهم فوق صوته، فكأنّه ردد الكلام مع نفسه فلم يسمعوا بعدما فعلوا وافتعلوا تكملة كلامه وإخباره بهذا الأمر العظيم والمكمل للدين والمتمم لنعمة ربّ العالمين!!

وكان الأجدر بهم في حال بيان مثل هذا الأمر العظيم أن ينصتوا ويستمعوا له(صلى الله عليه وآله) ويعوا أمره جيّداً، خصوصاً مع تحريم الله تعالى عليهم مثل هذا

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست