responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 65

في مقابل ذلك ما فعلوا من صراخ ولغط وضجيج وتكبير وقيام وقعود! حين وصف راوي الحديث ــ وهو الصحابي المجاهد جابر بن سمرة ــ فعلهم ذاك وأشار إليه بقوله(رضي الله عنه): (ثمّ قال كلمة أصمنيها الناس)؛ لأنّهم لو تركوه يقول ما يريد(صلى الله عليه وآله) وفسحوا له المجال ليكمل لقام(صلى الله عليه وآله) بإلزامهم وتبليغهم بأمرٍ لم ولن يقبلوه أو يتقبّلوه مهما كلّفهم ذلك، وهو قبول إمامة رجل يبغضه ويكرهه ويحسده الكثير من قريش إلاّ من رحم ربّي، بالإضافة إلى أنّ قبولهم وتسليمهم سيحرمهم الزعامة بعده وإلى الأبد! مع خوف النبيّ(صلى الله عليه وآله) من عدم حصول المصلحة المترتبة على تحقق الإمامة بهذا الشكل (أعني لو ألزمهم وأجبرهم على تنفيذها وتطبيقها) فعدم انقياد الناس وطاعتهم لإمامهم الشرعي سيؤدي إلى الفساد بدل المصلحة المتوخّاة من الإمامة[1].

وحينما يئس النبيّ(صلى الله عليه وآله) من طاعتهم له وإنصاتهم لتبليغه وانقيادهم لأمره من بعده؛ اكتفى(صلى الله عليه وآله) بالتلميح والإشارة دون التصريح وبالعبارة، بعدما ضجّوا ولغطوا في أثناء إخباره عن الأئمة الاثني عشر، ومنعوه من التصريح بأكثر ممّا صرح به على حين غفلة منهم وهم لا يشعرون، وفائدة ذلك هي إقامة الحجّة، فلمّا انتبهوا لخطورة موقفهم وفداحة الأمر المحدق بهم واستحالة إنكاره بعد تبليغه وبوح النبيّ(صلى الله عليه وآله) على الملأ به قاموا بما قاموا وأبدوا المقاومة واللغط والثرثرة والتشويش!

وهناك رواية دقيقة تصف الحال الذي وصفناه هنا تماماً، يرويها الإمام


[1] وقد اتّضح ذلك بعد تولّيه(عليه السلام) خلافتهم وبإلحاحهم وإجماعهم (لوقوعهم في فتنة وحيرة ليس لها إلاّ أبا الحسن) وبعد ربع قرن بما فعلوه معه (بعد انتهاء حاجتهم واستتباب أمرهم وكشفه(عليه السلام) الأمور وإيضاحها وعلاجها) فقاموا بالخروج عليه بعد ذلك بحروب ثلاثة شنّوها عليه خلال خمسة أعوام فقط، فكيف لو تولّى الإمام أمورهم مباشرة وهم كارهون ومن دون انعقاد هذا الإجماع؟!!

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست