responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 64

ما فات على الأمّة من الخير العظيم، وما جرى عليها من الشرور والاختلافات والتقاتل على الدنيا، وكذا مخالفة الأحكام الصحيحة بل تغييرها، فكشف(رضي الله عنه) ببيانه هذا عن مؤامرة حصلت وتصرّفات سببت نخر جسد الأمّة وضعفها وانحرافها عن الجادة.

صراع الإرادات:

نعود إلى حديثنا عن القلاقل التي افتعلتها قريش في حجّة الوداع حينما حاول رسول الله(صلى الله عليه وآله) تبليغ النص على خلفائه فتصدّت له قريش حينما أدركوا خطر ذلك التبليغ عليهم، فحاولوا منع رسول الله(صلى الله عليه وآله) من تبليغ ذلك الأمر والنص على خلفائه بكلّ وسيلة ــ كما سنبيّن ذلك قريباًــ لئلا يقعوا بذلك المأزق من النص على خلافة عليّ وبنيه(عليهم السلام) من بعده وولايته للعهد دونهم، والذي سيؤدّي إلى غلق كلّ الأبواب أمام طموحاتهم الكبيرة التي تفوق الحد المشروع، وتتعدّى على حدود الله التي حدّها، وخلافته التي يريدها أن تكون في الأرض كما أكّد ذلك في قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[1].

فحصل حينئذ صراع وصدام للإرادات بينهم وبين النبيّ(صلى الله عليه وآله)؛ فقد حالوا دون أن ينص رسول الله(صلى الله عليه وآله) ويصرّح بأكثر ممّا قاله وصرّح به، كالذي نحن فيه الآن من حديث (الأئمة الاثني عشر)، ونقلهم عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) بأنّه قال هنا (كلّهم من قريش) بعد أن لغطوا وكبّروا واعترضوا وضجّوا! والواقع أنّ هذا القول قد بلّغه وذكره لهم(صلى الله عليه وآله) سابقاً ليتهيّئوا لقبول تصريحه به لهم ونصّه عليهم وتنصيبه لهم(عليهم السلام) فيما بعد، دون تفصيل أو تصريح بأسمائهم، أو حتّى الإجمال بنحو كونهم من بني هاشم أو أهل بيته على سبيل المثال؛ ليخرج سائر قريش دونهم صراحة، ففعلوا


[1] البقرة: 30.

نام کتاب : ثمّ شيّعني الألباني نویسنده : الجاف، عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست