responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 282

ثم أمر أبان بن عثمان أن يكتب له سير النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ومغازيه. فقال أبان: هي عندي، قد أخذتها مصححة ممن أثق به، فأمر بنسخها، وألقى فيها إلى عشرة من الكتّاب، فكتبوها في رقّ، فلمّا صارت إليه، نظر، فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين، وذكر الأنصار في بدر. فقال: ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل، فإما أن يكون أهل بيتي غمضوا عليهم، وإما أن يكون ليس هكذا.

فقال أبان بن عثمان: أيها الأمير لا يمنعنا ما صنعوا... أن نقول الحق، هم على وصفنا لك في كتابنا هذا.

قال سليمان: ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين لعلّه يخالفه فأمر بذلك الكتاب، فحرق، وقال: أسأل أمير المؤمنين إذا رجعت، فإن يوافقه، فما أيسر نسخه.

فرجع سليمان بن عبد الملك فأخبر أباه بالذي كان من قول أبان، فقال عبد الملك: وما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل؟ تعرِّف أهل الشام أموراً لا نريد أن يعرفوها!

قال سليمان: فلذلك ـ يا أمير المؤمنين ـ أمرت بتحريق ما كنت نسخته حتى استطلع رأي أمير المؤمنين، فصوّب رأيه"[1].

وهذا النص يمثل وثيقة تاريخية أخرى تكشف عن حالة العداء بين الطرفين، ليتّضح لك أن أصل العلاقة بين بني أمية وبين الأنصار هي العداوة والبغضاء، وهذه تورث بطبيعة الحال التهمة وسوء الظن وعدم الثقة؛ لعلمهم أن الأنصار


[1] الموفقيات / الزبير بن بكار، ص 331 / 184.

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست