responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 281

عندما قدم المدينة لقيه أبو قتاده الأنصاري، فقال: "لقاني الناس كلهم غيركم

يا معشر الأنصار! فما منعكم أن تلقوني؟ قال: لم تكن لنا دواب، قال معاوية: فأين النواضح ـ أراد بهذا السؤال تحقيرهم بأنهم كانوا أكّارون ـ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر"[1].

فالمتأمّل في هذا النص يظهر له جليّاً حقيقة العلاقة بين الطرفين، فانظر إلى الأنصار كيف أنهم بالرغم من عدم استقبالهم لمعاوية وهو في سلطانه المعروف بالسطوة والتجبرّ، يعيّرونه بماضيه، وكيف أنهم قاتلوه، وأهل بيته على الشرك! وانظر إلى معاوية كيف يضمر لهم الحقد، والانتقاص وهو يعيّرهم بماضيهم، وأنهم كانوا يمتهنون الإكارة بالنواضح! فهذه الواقعة تعدّ وثيقة تاريخية مهمّة تكشف لك بوضوح عن حقيقة العلاقة بين الطرفين.

وبالمقابل كان بنو أمية لا يألون جهداً لإبعادهم، والتنكيل بهم، والتقليل من شأنهم، فما كان معاوية يسمّيهم بالأنصار، بل يسمّيهم بقبائلهم بغضاً لهم، وتنقيصاً لقدرهم![2] وكان يغري الشعراء بهم ليهجوهم، كما كان يفعل نديمه الشاعر المسيحي الأخطل!

بل وصل بغضهم للأنصار إلى أنهم ما كانوا يقبلون ذكر اسمهم في بلاد الشام، كما يوثق لنا ذلك الزبير بن بكار في "الموفقيات" بسنده عن عبدالرحمن بن يزيد، قال: "قدم علينا سليمان بن عبد الملك حاجّاً سنة (82) وهو ولي العهد فمرّ بالمدينة...


[1] المصنّف/ عبدالـرزاق، 11: 60/ 19909، وأخرجـه الذهبي في ترجمـة أبي قـتـادة الأنصاري في >سير أعلام النبلاء".

[2] الأغاني / أبو الفرج الأصفهاني، 16: 50 ـ 51.

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست