responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 22

مضامين عالية، وإشارات معرفية عميقة، ولطائف دقيقة، ودلالات واسعة تجسد فيها إخلاصٌ لا نظير له في السعي لأدائها على أفضل الوجوه، يقول(عليه السلام): "ربّ صلّ على محمد وآله صلاة تجاوز رضوانك، ويتصل اتصاله ببقائك، ولا تنفد كما لا تنفد كلماتك، ربّ صلّ على محمد وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك، وأنبيائك، ورسلك، وأهل طاعتك وتشتمل على صلوات عبادك من جنّك، وإنسك، وأهل إجابتك، وتجتمع على صلاة كل من ذرأت، وبرأت من أصناف خلقك. ربّ صلّ عليه وآله صلاة تحيط بكل صلاة سالفة، ومستأنفة. وصلّ عليه وعلى آله صلاة مرضية لك، ولمن دونك، وتنشئ مع ذلك صلاة تضاعف معها تلك الصلوات عندك، وتزيدها على كرور الأيام زيادة في تضاعيف لا يعدّها غيرك".

2 ـ جاءت الآية تأمرنا بالصلاة على النبيّ صلّى الله عليه وآله وتقول "صلّوا عليه" ونحن في صلاتنا نقول: اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد أي نطلب من الله أن يصلّي عليه، وبشكل أوضح أن الله تعالى يقول: انتم صلّوا ونحن نقول أنت صلّ! وهذا قد يقدح في الذهن أن هناك عدم انسجام بين الطلب وبين الأداء، ولكنّه غير صحيح، فأنّ الله تعالى عندما أمرنا بالصلاة بيّن لنا كيف نؤدّيها، ولم يترك الأمر لنا، كي يردّ هذا التصور، وهذا يعني أنّه عندما كلّفنا بها أرادنا أن نؤدّيها بهذه الكيفية التي جاءت بها الروايات، وعندها لا يبقى لتصور عدم الإنسجام موضوع.

وأما الحكمة من نسبة الصلاة الى المولى عز وجل ولم تنسب للمصلّي نفسه، فلما تحقّق سابقاً من أن صلاة الله تعالى على النبيّ صلّى الله عليه وآله هي أن يفيض عليه ما يليق به، أما صلاتنا فهي دعاء لله تعالى بأنّ يديم عليه هذا الفيض ويزيده، فتكون الصلاة من الله تعالى عطاءً، ومنّا طلباً لادامة العطاء وزيادته، فنحن

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست