responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 20

والذي يظهر بأن هذه المعاني المتعددة للصلاة، يمكن إرجاعها إلى معنى جامع قريب، لايمتنع تطبيقه عليها وإن كان مع شيء من التأمل، سواء كان هذا الجامع حقيقياً أم مجازياً.

ولعلّ أكثر المعاني الجامعة لموارد الصلاة المتعددة والمنسجمة مع الأصل اللغوي لها واحتفاظها بالاختلافات التي تفرضها السياقات والقرائن، هي التعطف والانعطاف من كلٍّ بحسبه، وعلى كلٍّ بحسبه، فصلاة الله تعالى هي رحمة، ومغفرة، وثناء، ورأفة واستجابة الدعاء، ورفع الدرجات، وغيرها من الكرامات والفيوضات الإلهية، وكل هذه المعاني ما هي إلاّ انعطاف منه عزّ وجلّ يتجسّد بهذه النعم المتعددة. وانعطافه هذا جزائي على كلٍّ بحسبه، فانعطافه بصلاته على النبيّ صلّى الله عليه وآله يختلف عن انعطافه على غيره، لاختلاف المقامات، وهذا واضح وقد تقدم في بعض الأقوال ما فيه إشارة إليه.

أما غير الله تعالى من المصلّين، فهم لا يملكون شيئاً من دون الله تعالى ليعطوه، فلا يبقى لهم سوى السؤال منه عزّ وجلّ ليتعطف على من صلّوا عليه ليشمله بفضله، وعنايته، فيكون طلبهم هذا تعطّفاً منهم، ومن كلٍّ بحسبه وعلى كلٍّ بحسبه فصلاة الملائكة على النبيّ صلّى الله عليه وآله هي تعطّف بما يليق بمقامه صلّى الله عليه وآله من تعظيم، وتزكية، واستغفار، ودعاء برفع الدرجات، والزلفى عنده عزّ وجلّ وغيرها من الفيوضات الإلهية والكرامات الربانية.

وكذا الأمر بالنسبة لصلاة المؤمنين على النبيّ صلّى الله عليه وآله فهي تعطّف منهم بما يناسبهم من دعاء، وتوسل إلى الله تعالى أن يسبغ عليه ما يليق به من القرب، وعلوّ الدرجات، والمقام المحمود، وغيرها من مراتب الكمال.

يقول السيد المدني: >قال المحقّقون: إنها لغة بمعنى واحد وهو العطف ثم العطف بالنسبة إلى الله تعالى الرحمة اللائقة به، وإلى الملائكة الاستغفار، وإلى

نام کتاب : مختصر الصلاة البتراء نویسنده : المدني، محمد هاشم    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست