حديث ـ من صلّى صلاة ولم يصلّ فيها عليّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه ـ وكأنّ هذا الحديث هو مستند قول الشافعي: إنّ الصلاة على الآل من واجبات الصلاة كالصلاة عليه (صلّى الله عليه وسلّم) لكنه ضعيف، فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه ـ قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد ـ والأمر للوجوب حقيقةً على الأصح"[1].

والحديث الذي ضعّف ابن حجر احتمال أن يكون الشافعي استند له في الوجوب، هو لأبي مسعود الأنصاري[2]، صاحب الرواية الصحيحة في كيفية الصلاة المعتمدة لدى من ذهب إلى وجوب الصلاة على النبيّ وآله في الصلاة، ولهذا كان يقول: "لو صليت صلاة لا اصلي فيها على آل محمد ما رأيت أن صلاتي تتم"[3]، ومثله يروى عن جابر بن عبد الله الأنصاري وهو قوله: "لو صلّيت صلاة لم أصلّ فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل"[4].

والشافعي صرّح بمذهبه في وجوب ذكر الآل في أبيات شعر جميلة، يقول فيها:

[1] الصواعق المحرقة، ص 348، باب مشروعية الصلاة عليهم تبعاً للصلاة على مشرفهم (صلّى الله عليه وسلّم).

[2] سنن الدار قطني، 348:1/1328.

[3] سنن الدار قطني، 348:1/1329.

[4] ذخائر العقبى/ المحبّ الطبري ص:52.

[5] الصواعق المحرقة، ص 228، الباب الحادي عشر، الفصل ا?وّل.