نام کتاب : العلاّمة البلاغي رجل العلم والجهاد نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 72
به زماناً حتّى إذا التقم الحلمة سكن بكاؤه ، وقرّ قراره ، وصار يمتصّ اللبن بإقبال والتذاذ وسكون واستعجال ، كأ نّ له في هذه الأُمور سابق تدريس وعلم وامتحان وتجربة ومحبّة وأُلفة .
ولقد شاهدت شاة حين ولادتها ، فرأيت جنينها زار الأرض مخرجاً رأسه من كيسه ، طالباً للفرار منه ، كأ نّه يعرف أنّ هذا الكيس قد صار في دورة الولادة سجن الضيق والضرر والفقر ، بعد أن كان بيت الراحة والحماية والكفاية .
فصار ذلك القادم الجديد الغريب يرغو بلجاجة ويتحرّك باستعجال ، متوجّهاً
إلى ناحية رأس أُمّه الذي لم يره قط . يزحف مرتعشاً ويتحرّك مستعجلا
متكلّفاً ، حتّى إذا وصل إلى رأس أُمّه وتمكّنت من لحس ما عليه من
الرطوبات ، سكنت حركته واطمأنّ في مربضه ، فكأ نّه يقدّم أعضاءه إلى أُمّه
لكي تلحس رطوباتها .
أ يّها القادم الجديد هذه الرطوبات كانت ثوبك المألوف في دور الجنينيّة ، فلماذا تساعد على نزعه ؟ متى عرفت أ نّه يكون قذارة مضرّة في دور الولادة ؟
وحتّى إذا سكن عن أُمّه ألم الولادة وقامت عن مربضها ، تحامل للقيام على تكلّف ، كأ نّه يطلب أليفاً أنس به زماناً ففقده ، أو طريقاً اعتاد السلوك فيه فضلّ عنه ، أو رزقاً سعى في تحصيله مدّة فضاع منه . وصار يضع فمه على مواضع من بطن أُمّه ، يحوّله من موضع إلى موضع ، حتّى إذا التقم الثدي أقبل عليه بنشاط وابتهاج ، كأ نّه وجد ضالّته وحظى بأنيسه القديم .
وإنّك إذا تتبّعت مواليد الحيوانات كلّها على هذا المبدأ في الشعور الابتدائي ، كأ نّها متخرّجة من مدرسة قد درست فيها هذه التعاليم على معلّم عالم رؤوف بها [1] .
الخامسة :
قال :
إنّ قدح اليهود وغيرهم في نسب المسيح في غير محلّه ; لأنّ الذي يدّعونه أمر غيبيّ وإن