responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 204
صباحاً ومساء في حزن عميق وشجن عظيم... وتبكي عليه رجالاً ونساءً.. وكلما رأوا الماء تذكروا عطش قتلاهم.. فلم يهنأوا بطعام ولا بمنام[1]..

وكان وجوه المسلمين والموالون لآل البيت يفدون على بيوت آل النبي (صلى الله عليه وآله) بالمدينة معزين ومؤاسين وكان الواحد منهم يعبّر عن مشاعره وأحزانه بأبلغ ما أُوتي من روعة القول وقوة البيان وحسن المؤاساة لهذه المصيبة.. حتى تركوا ثروة أدبية رائعة في أدب التسلية والمؤاساة..

وبقيت بيوت آل البيت مجللة بالحزن والسواد ولا توقد فيها النيران.. حتى نهضت في العراق ثلة من فتيانه الأشاوس ومن زعماء العرب الأقحاح أمثال المختار الثقفي وإبراهيم بن مالك الأشتر النخعي وسليمان الخزاعي والمسيّب الفزاري وغيرهم حيث أخذوا ثأر الحسين وقتلوا جميع قتلة الحسين أمثال ابن زياد وابن سعد وسنان وشمر وحرمله وغيرهم[2]... فخفت من ذلك لوعة


1) قالت فاطمة بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام): ما تحنّات امرأة منّا ولا أجالت في عينها مروداً ولا امتشطت حتى بعث المختار برأس ابن زياد الى علي بن الحسين (عليه السلام).وقال الإمام الصادق: ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي في دار هاشمي دخان حتى قتل عبيد الله بن زياد.. وكان الإمام علي بن الحسين «السجاد» شديد الحزن كثير البكاء على شهداء الطف يتذكر قتلاهم في حزن عظيم.. فواساه يوماً مولاه أن يقلل من البكاء فأجاب: ويحك إنّ يعقوب بن إسحاق كان نبياً وابن نبي له اثنا عشر ولداً.. فغيّب الله واحداً منهم فشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا. وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين ثم رؤوسهم على القنا.. فكيف ينقض حزني ويقل بكائي...

المجالس السنية للسيد محسن العاملي ج1

2) روى ابن الأثير في الكامل عن الترمذي في جامعه أنّه «لما وضع رأس ابن زياد أمام المختار جاءت حية صغيرة فتخللت الرؤوس حتى دخلت في فم عبيدالله بن زياد ثم خرجت من منخره ودخلت منخره وخرجت من فيه.. فعلت هذا مراراً.. ثم بعث المختار برأس عبيدالله بن زياد الى علي بن الحسين (عليه السلام) وكان يومئذ بمكة فأدخل عليه وهو يتغدى فسجد لله شاكراً وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثأري من عدوي. وجزى الله المختار خيراً.. لقد أُدخلت على ابن زياد وهو يتغذى ورأس أبي بين يديه.. فقلت اللهم لا تمتني حتى ترني رأس ابن زياد..وكان قتل ابن زياد وأشياعه في يوم عاشوراء في اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) ولم يقتل من أهل الشام بعد وقعة صفين مثلما قتل في هذه الوقعة.. حيث قتل المختار منهم سبعين ألفا.

المجالس السنية للسيد العاملي ج1





نام کتاب : نهضة الحسين (عليه السلام) نویسنده : الحسيني الشهرستاني، هبة الدين    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست