وكما كان الآفاق العربية يومها تردد صدى هذه الفاجعة المؤلمة[1].. وقسوة ما اقترفه الأمويون بآل الرسول في كربلاء.. كانت العائلة النبوية تجدد ذكراها
1) مرّ سليمان بن قتة العدوي بكربلاء بعد قتل الحسين (عليه السلام) بثلاث فنظر الى مصارعهم واتكأ على فرس له عربية وأنشأ يقول:
مررت على أبيات آل محمّد
فلم أرها أمثالها يوم حلت
ألم تر إنّ الشمس أضحت مريضة
لفقد حسين والبلاد اقشعرت
وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية
لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
وتسألنا قيس فنعطي فقيرها
وتغتابنا قيس إذا النعل زلت
وعند غني قطرة من دمائنا
سنطلبهم يوماً بها حيث حلت
فلا يبعد الله الدّيار وأهلها
وإن أصبحت منهم برغمي تخلفت
وإنّ قتيل الطف من آل هاشم
أذلّ رقاب المسلمين فذلت
وقد أعولت تبكي السماء لفقده
وأنجمها ناحت عليه وصلت
ومرّ ابن الهبارية الشاعر بعده بكربلاء فجلس يبكي على الحسين (عليه السلام) وأهله وقال بديهاً:
أحسين والمبعوث جدّك بالهدى
قسماً يكون الحق عنه مائلي
لو كنت شاهد كربلاء لبذلت في
تنفيس كربك جهد بذل الباذل
وسقت حد السيف من اعدائك
عللاً وحد المهري اذابل
لكني أُخّرت عنك لشقوتي
فبلابلي بين الغري وبابل
هبني حُرمت النصر من أعدائكم
فأقل من حزن ودمع سائل
ويقال نام مكانه فرأى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: جزاك الله عني خيراً. أبشر فإنّ الله قد كتبك ممن جاهد بين يدي الحسين (عليه السلام) عن المجالس السنية للسيد العاملي ج1 ص42 ـ 43.