فلينظر العاقل إلى ما
تضمنه هذا الحديث من سوء أدب الجماعة في حق نبيهم و قد قال الله تعالى يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَ لا
تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ[1] الآية ثم إنه ص
لما أراد إرشادهم و حصول الألفة بينهم بحيث لا تقع بينهم العداوة و البغضاء منعه
عمر من ذلك و صده عنه و مع هذا لم يقتصر على مخالفته حتى شتمه و قال إنه يهذي و
الله يقول وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ
يُوحى[2] و بالخصوص مثل
هذا الكتاب النافي للضلال. و كيف يحسن مع عظمة رسول الله ص و أمر الله تعالى الخلق
بتوقيره و تعظيمه و إطاعته في أوامره و نواهيه أن يقول له بعض أتباعه إنه يهذي
مقابلا في وجهه بذلك.