المولى يراد به الأولى
بالتصرف لتقدم أ لست و لعدم صلاحية غيره هاهنا.
الثالث آية التطهير
قوله تعالى إِنَّما
يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً. أجمع المفسرون[2] و روى
الجمهور كأحمد بن حنبل و غيره
[1] أخرج ذلك متواترا أئمة التفسير، و الحديث، و
التاريخ، و كذا تواتر نزول الآية الكريمة في يوم الغدير، و خطبة النبي( ص) في هذا
اليوم، بمحضر مائة ألف أو يزيدون، و نقلوا احتجاج أهل البيت، و كثير من الصحابة،
فنقتصر طلبا للاختصار على ذكر أقل القليل من كتبهم منها: شواهد التنزيل ج 1 ص 187،
و الدر المنثور ج 2 ص 298، و فتح القدير ج 3 ص 57، و روح المعاني ج 6 ص 168، و
المنار ج 6 ص 463، و تفسير الطبري ج 6 ص 198، و الصواعق المحرقة ص 75.
[2] نزول آية التطهير في فضل« أصحاب الكساء» في
بيت أم سلمة، مما أجمعت عليه الأمة الإسلامية، و روي متواترا عن أئمة أهل البيت، و
كثير من الصحابة، و هذا أنموذج من مصادره: الحافظ الكبير، الحنفي المعروف بالحاكم
الحسكاني في« شواهد التنزيل، ج 2 ص 10، إلى 192 بعدة أسانيد، و الحافظ جلال الدين
السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 198 بطرق، و كذا الطحاوي في مشكل الآثار ج 1 ص 332
إلى 238، و الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 121 و 146 و 169 و 172 و أحمد بن
حنبل في مسنده ج 1 ص 230 و ج 4 ص 107، و ابن حجر في الصواعق ص 85، و الطبري في
تفسيره ج 22 ص 5 و 6 و 7، و ابن الأثير في أسد الغابة ج 4 ص 29، و النسائي في
خصائصه ص 4.-.- و كفاك هذا برهانا على أنهم أفضل من في الأرض يومئذ، و لم يكن
غيرهم حائزا على هذه الفضيلة الإلهية، لا من بني عبد المطلب( كما اعترف ابن عباس
من أنها نزلت في أصحاب الكساء) و لا من أمهات المؤمنين من أزواج النبي( ص)،
بدليلين واضحين.
الأول: إعلامهن بأن اللّه لم
يرزقهن هذه الفضيلة الكبرى .. قالت أم سلمة: قلت: و أنا معهم يا رسول اللّه، ما
أنا من أهل البيت" قال: إنك على خير، و هؤلاء أهل بيتي، إنك من أزواج النبي.
و في رواية عمرة الهمدانية، كما في مشكل الآثار ج 1 ص 336:
قالت أم سلمة: فوددت أنه قال نعم،
فكان أحب إلي مما تطلع الشمس و تغرب( راجع ما قدمناه آنفا من المصادر، و مستدرك
الحاكم ج 2 ص 416، و سنن البيهقي ج 2 ص 150، و تاريخ بغداد ج 9 ص 126، و ذخائر
العقبى ص 21 و غيرها.
و قالت عائشة: قلت: يا رسول
اللّه، ألست من أهلك؟ قال: إنك على خير. و في بعض الروايات قال: تنحي، فانك إلى
خير( راجع المصادر المتقدمة، و فرائد السمطين، و كفاية الطالب ص 323، و تفسير ابن
كثير ج 3 ص 485، و هكذا روى الحسكاني عن أم المؤمنين زينب في شواهد التنزيل.
و تذكير ضمير( عنكم)، و ما بعده
في الآية الكريمة دليل واضح على عدم شمولها لأمهات المؤمنين، كما اعترف به ابن حجر
في الصواعق، و غيره من الأعلام.
و وقوعها بين آيات أزواج النبي
إنما هو من باب الاستطراد و الاعتراض، و هذا من خواص كلام البليغ، كما هو دأب
القرآن الكريم في آيات أخر، فتدبر في القرآن، فان التدبر فيه يجلي البصر، و يصفي
الرأي.
الثاني: دلالة الآية على عصمة
الخمسة، لأنها صدرت بأداة الحصر، و هي كلمة:
إنما، و تعلق إرادته تعالى
بالتطهير و بإذهاب الرجس، و هو فعله تعالى يدل على أن الإرادة تكوينية على ما ثبت
في محله، و متعلق التطهير و هو« الرجس» مطلق محلى بألف و لام الجنس، فالآية
الشريفة تعلن نفي ماهية الرجس بنحو العام الاستيعابي المجموعي عن أهل البيت
المذكورين فيها.
و معنى الرجس: على ما في النهاية
لابن الأثير و غيره، و من موارد استعمالها في آيات أخر هو: كل ما يوجب نقصا في
الروح، و اضطرابا في الرأي.
و من المعلوم أن المعصية، و
السهو، و الخطأ، و النسيان، من الرجس أيضا ... و يعبر عنه بالفارسية: ب( بليدي)،
فعلى هذا تكون الآية من أدلة العصمة و مضادة للآيات المربوطة بأمهات المؤمنين.
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 173