فوجدته قد لبس الدرع
وهو محتب بحمائل سيفه ودابته واقفة. فقلت له : إنّ أمير المؤمنين يقول لك ما حملك
على الخروج وبما استحللت نقض بيعتي والعهد عليك؟
قال : خرجت أطلب بدم عثمان ، أيظن ابن
عمك أنّه قد حوى على الأمر حين حوى على الكوفة وقد والله كتبت إلى المدينة يؤخذ لي
بمكة.
فقلت له : أتق الله يا طلحة فإنّه ليس
لك أن تطلب بدم عثمان ، وولده أولى بدمه منك ، هذا أبان بن عثمان ما ينهض في طلب
دم أبيه.
قال طلحة : نحن أقوى على ذلك منه ، قتله
ابن عمك وابتزّ أمرنا.
فقلت له : أذكرك الله في المسلمين وفي
دمائهم ، وهذا المصحف بيننا وبينكم ، والله ما أنصفتم رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إذ حبستم نساءكم في بيوتكم ، وأخرجتم حبيسة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم.
فأعرض عني ، ونادى أصحابه : ناجزوا
القوم فإنّكم لا تقومون لحجاج ابن أبي طالب.
فقلت : يا أبا محمّد أبالسيف تخوّف ابن
أبي طالب ، أما والله ليعاجلنك للسيف.
فقال : ذلك بيننا وبينكَ.
قال : فانصرفت عنهما إلى عائشة وهي في
هودج مدقق بالدفوف [١]
على جملها عسكر ، وكعب بن سور القاضي آخذ بخطامه ، وحولها ألازد