نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 88
فالذين استجابوا لداعي الله ، وكانت
فطرتهم قد اتخذت لها ملجأ نَحو ملاذها ـ أي إمامها ـ وبلغت درجة الإيمان ، فإنّ
القرآن الكريم يحاكي هذه الفطرة ، يحاكي هذا الإنسان ذا اللب الفطن ، بخطاب النصرة
، أي ترتبط الولاية بالتأييد والنصرة والمعاضدة.
فإنّ الله هو الولي ، وهو النصير الذي
لا يوجد سواه ناصر عند الملجأ ، وهو ولي الذين آمنوا بالنظر إلى كونهم يتمتعون
بهذا الحق الممنوح لهم من قبله تعالى ، وفضلاً عن هذا ، فإنّ الله سبحانه منح
رسوله محمد صلىاللهعليهوآله
ولاية المؤمنين على أنفسهم ، بل جعله أولى بهم منها ، وهو قوله : ( النبي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم )[١] ، أي أحق
منهم بولايتهم على أنفسهم.
فثمة إطلاق ولاية أمر المؤمنين بمعناه
الشمولي ، أي بكل دقيق من دقائقه وبكل تفصيل من تفاصيله ، وجعله بيد الرسول صلىاللهعليهوآله حيث مكّنه من
الولاية على نفوسهم ، وجعلها أفضل من ولايتهم هم أنفسهم عليها.
وفي جميع هذه الحالات ، نرى أنّ القرآن
الكريم يشير إلى المؤمنين بشي من التخصيص ، أي إلى أولئك الذين يبلغ إيمانهم تلك
الدرجة الرفيعة التي تؤهلهم لأن يجعلوا ولاية أنفسهم بيد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهذا ليس لعامة
من آمن فيما يفهم ، إذ أن القضية ذات عمق