نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 61
تميل نحو تعلق
بالنواقص ، وباعتبار إنّ معرفتها من ضرورات المعارف الحقّة التي تقود إلى المعرفة
الكلية ، كان على المرء حتى يبلغ مكمن اللوذ بالإمام أن يكشف عنها حجبها ، ويعينها
على الخلاص من العوالق والتوجه نحو النواقص ، فهي حينئذ سوف تنجذب تلقائياً إلى
إمامها الذي لا يدخلها في باطل ، ولا يخرجها من حق.
ومن أجل تعيين هذه النتيجة نقول :
إن الإمام بهذا اللحاظ ، سوف يكون
الملجأ الإنساني ، ويكون ملاذ البشرية جمعاء ، لا ينحصر في فئة ولا في قوم من
الناس ، ولا يقتصر وجوده على مكان ، ولا ينبغي أن تخلو الأرض منه ليوم واحد لا في
القديم ولا في الحاضر ولا في المستقبل ، وبالتالي فهو مركز الهداية إلى الله
سبحانه ، وبمثل هذا التعيين تظهر لنا دلالة قوله تعالى : ( من يهد
الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً )[١].
بعد هذه النتائج التي بلغنا إليها ،
نلتفت إلى أنّ الإمام الذي اتضحت بالنسبة لنا ماهيته هو بالضرورة مصطفى من قبل
الله تعالى ، مجعولاً في الناس أبداً ، وهو غير القادة والحكام ، وإن كانت من ضمن
ملكاته هذه الوظائف العادية ، وليس هو بالحاكم العسكري ،