نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 57
نفسه بفطرتها.
وقد انهمك في الأشياء التي توفر له
مساحة العيش غير القلق بحسب ما يظن ، بيد أنّ الله سبحانه لا يتجاوز عن إنسان غير
آبه بما سيؤول إليه حاله نتيجة عدم بلوغه هذا الاطمئنان عن طريق إعمال جميع ملكاته
الواعية ، وعدم الاكتفاء بما ورثه عن آبائه أو غيرهم ، مهما كان حظ هذا الميراث من
الصحة كبيراً ، لأن مصيره لا يرتهن بمن سلف ، إنما هو مضطر لأن يذهب في تأمله ،
باحثاً عن حقيقة انغمست في أعماقه ، مستجيباً لندائها دائم التنبيه ، وانه بغير
هذه الاستجابة وبسوى هذا الطريق سوف ينطبق عليه فيما نرى قوله تعالى : ( لقد كنتم
أنتم وآباؤكم في ضلال مبين )[١].
هذا الجانب الذي ركب جراء جملة العناصر
التي من أهمها : الرغبة في الإجابة على الأسئلة القلبية ، والتي غالباً ما تجد لها
نصيراً في الحياة العامة التي يعيشها الناس ، وبالخصوص عندما يدرك الموت أحد
الأشخاص ، فيقف الآخرون وقد أطبق عليهم العجز من تفسير هذا المشهد! ، ومنها
الاستئثار والتمسك بالموروث كأحد أهم الإجابات على هذه الأسئلة ، بالطبع إن هذه
المواصفات ، والموروثات تجد لها سدنة يحمونها من الزوال ويعملون على ترسيخها في
عقول الأجيال.