نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 58
وقد التفت إلى هذه الظاهرة العلماء ، وعلماء
الاجتماع بالخصوص ، ويمكن أن ننظر إلى عالم اجتماع عربي بكّر في تشخيص مثل هذا
الأمر.
يقول الرحّالة وعالم الاجتماع « ابن
بطوطة » [١]
: « إن المجتمع مسرح لطائفتين من الظواهر :
الطائفة
الأولى : هي الظواهر الطبيعية ، والمجتمع بصدد
هذه الظواهر لا يخلقها ولا ينشئها ، ولكن يجدها مستقلة بطبيعتها.
والطائفة
الثانية : هي الظواهر الاجتماعية ، والمجتمع
بصدد هذه الظواهر يخلقها خلقاً وينشئها انشاءاً ، وهي لا توجد منفصلة ، بل تكون
متماسكة الأجزاء ، ووحدة حية تتفاعل عناصرها ، وتشتبك آثارها ، فينتج عن ذلك ما
نسميه بالدوافع والتيارات الاجتماعية » [٢].
وإذا دار البحث حول الإنسان والمجتمع ،
فذلك لقراءة البناء النفسي الذي يربط المرء بالعالم ، ويربطه بذاته أيضاً ، هذه
الذات التي تشغل مساحة وجوده وهي التي تتمكن من معرفة الخيط الذي
[١] ابن بطوطة ،
محمد بن إبراهيم الطنجي ( ١٣٠٢ ـ ١٣٧٧ ) من الذين بكّروا في دراسات المجتمع ، وله
أسفار كثيرة ، دوّن بعد أسفار دامت ثلاثين عاماً كتاباً ضمنه خلاصتها أسماه ( تحفة
الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ).
[٢] معجم علم
الاجتماع ، دينكن ميتشل د : إحسان الحسن ط٢ ، دار الطليعة ـ بيروت ١٩٨٦ ص١١٦.
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 58