نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 183
الكلامية مناهجها ،
وإن لم تكن في المجمل قد بلغت رغبته في تناقل العلم بين الناس ، لكنها أثرت في
تراث الإنسانية مخزوناً عظيماً من الكتب والبحوث العقائدية والفلسفية.
وفي عروج موجز على الكيفية التي رسم من
خلالها للناس طريق التعرّف على الله تعالى ، نجده يوزّع على القلوب مراتب تندرج
معها نحو معرفته ، يمكن أن نلاحظ أن يفتح باباً للدخول في هذا العالم من جهة
الخضوع لله تعالى والاستكانة إلى قراره ، ومن جهة أخرى يوسع على المدارك كيفية
معرفته ، ويحذر في مواطن عديدة من مغبة الخوض في غمرات الجهل ، باعمال العقل في
سبيل ادراك كنهه ، يقول : « فتبارك الله الذي لا تبلغه بعد الهمم ، ولا يناله حدس
الفطن ، الأوّل الذي لا غاية له فينتهي ، ولا آخر له فينقضي » [١].
وفي سبيل اعطاء منتهى الغاية من وراء
البحث في معرفة ذات الله تعالى يوقف الإمام القدرة على هذا ، ويرجعها إلى أن الذي
أمر الله تعالى الناس به هو الذي يكفيهم مؤونة التفكّر والعمل ، يقول لنا : « فانظر أيّها السائل :
فما دلك القرآن عليه من صفته فائتمّ به ، واستضيئ بنور هدايته ، وما كلفك الشيطان
علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله، وأئمة الهدى أثره ،
فَكِلْ علمه إلى الله سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حق الله عليك
» [٢].