نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 162
الرسالة والنبوة إلى
محمد صلىاللهعليهوآله
، يقول في وصف الأنبياء : « فاستودعهم في أفضل مستودع ، وأقرّهم في خير مستقر ،
تناسختهم كرائم الأصلاب إلى مطهرات الأرحام ، كلّما مضى منهم سلف ، قام منهم بدين
الله خلف ، حتى أفضت كرامة الله سبحانه إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) فأخرجه من
أفضل المعادن منبتاً ، وأعز الأرومات مغرساً ، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه ،
وانتجب منها أمناءه ، عترته خير العتر ، وأسرته خير الأسر ، وشجرته خير الشجر ،
نبتت في حرم ، وبسقت في كرم ، لها فروع طوال ، وثمرة لا تنال ، فهو إمام من اتقى ،
وبصيرة من اهتدى ، وسراج لمع ضوؤه ، وشهاب ساطع نوره ، وزند برق لمعه ، سيرته
القصد ، وسنته الرشد ، وكلامه الفصل ، وحكمه العدل » [١].
فإذا تأملنا في كلمات هذا التعريف بمحمد
صلىاللهعليهوآله
من قبله عليهالسلام
، رأينا أن لهذا التوصيف أبعاد شتى ، وإذا أخذنا مثلا جملة : ( الشجرة التي صدع
منها أنبيائه ) ، أو جملة : ( هو امام من اتقى ، وبصيرة من اهتدى ) ، أو تلقفنا
قوله : ( سراج لمع ضوؤه ، وشهاب سطع نوره ) ، سوف نجد استقراراً لمكين الحبّ في
عمق نفسه له ، فمن ذا الذي أفرد نفسه للدفاع عنه ، منذ ليلة الهجرة حتى لحظة
التحاقه بباريه سبحانه.
إنّ في هذه الكلمات توسع ، فالذي آمن
برسالة محمد صلىاللهعليهوآله
ليس