نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 112
قولاً تعسفياً ،
إنّما هو واقع حالهم عليهمالسلام.
من هنا كانت لهجة النبيّ كلّ نبيّ لا
تحمل بين مفرداتها سوى إيقاظ قلب الإنسان من أجل سلامة مصيره ، ولو كان لهم مثلما
للناس العاديين ، لكانت لهجتهم تشبه من يرغب بإنشاء ملك في الدنيا ، أو تتنازعه
غرائز البشر في الشهوات كافة.
فالراية هي التي دليل النور ، يقول فيها
الامام عليّ عليهالسلام
: « وخلَّف فينا راية الحق ، من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها زهق ، ومن لزمها لحق »
[١] ، هي هذه
ولا شيء سواها ، ( راية النبوة ) راية هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور
، فمن أراد أن يطفئ نور الله عمل على إخفاض هذه الراية ، ومن أراد أن يستنير بنور
الله لزمها ، لم يتخلف عنها ولم يتقدمها.
وفي هذا المقام يطيب ذكر حديث رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: « من كنت
مولاه فعلي مولاه » [٢] ، والذي يوجب إيراده هنا ، هو وصولنا
إلى قرب نهاية القسم الأوّل من الطريق إلى الامام عليّ ، الذي نوجزه بالتالي :
لقد أجرينا عملية دمج بين ( النبوة
والرسالة والإمامة ) وفق تصور مبني على أنّهم حقيقة واحدة ، يفترقون في التسميات
ويلتقون في الغايات ، ويكون الافتراق مبني على إحدى ضرورات المرحلة التي