نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 111
فالوظائف التي تمارس
فيها الأعمال عادة لا بد من الوقوع فيها بالأخطاء ، كيفما كان شكل هذه الأخطاء ،
صغيرة أم كبيرة ، خفيفة في ميزان النظر أم ثقيلة ، وإنّما هي كينونة ، هي حقيقة ،
و ( النبي الإمام ) الذي جعله الله مصداقاً لرحمته في الأرض هو ( المثال ) وهو
مركز النزوع الإنساني إلى الكمال ، وهو إذاً المصطفى من قبل ربّ الناس ، ليعبر عن
نور الله الذي يتحرك في الأرض مجسداً ، بعد أن وضعه الله في القلب البشري فطرة ،
ودارت عليه الأزمنة ، فغشيته حالات الصدأ ، ولا يركن إلاّ للحقيقة التي تعمل
توجيهات هذا الإمام على إظهارها فيه.
هذا المجسد لهذا النور هو قائم في الناس
، لا يتغيب ، وهذا القيام له تحققات متعدّدة ، سوف نتحدث عنها في مكان لاحق من هذا
الكتاب.
نلفت هنا إلى أنّ ( الإمام ) الذي يجسّد
هذه الحقيقة ، هو بالضرورة بعد أن فهمنا الاصطفاء غير قابل للخطأ ، ومن هنا تنبع
أهمية فهم مسألة ( العصمة ) وعند هذه النقطة لا ينبغي الاختلاف في تفاصيل صغيرة أو
كبيرة حول ماهية العصمة ، فالمصطفى من الله تعالى ، المعبِّر عن نوره الحامل له
كهاد لمخلوقاته ، لا مجال لتناوله تناول البشر الذين يحسنون ولا يحسنون ، أو
يخطئون ويصيبون ، فما البشرية عند ( الإمام ) سوى مظهر ألبسه الله إياه في ثياب
الجسد ، وهذا ليس
نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 111