نام کتاب : معراج الهداية نویسنده : سعيد يعقوب جلد : 1 صفحه : 113
تكون البشرية بحاجة
إليها فالنبيّ الهادي والرسول والإمام يقومون جميعاً بإظهار حقيقة النور والعمل
على إزاحة الظلمة ، وهم إمّا أن يكونوا موجودين معاً ، أو أن يتبادلوا الأوقات ،
أو يأتي واحد وراء الآخر أو قبله.
وأما حول مصدر هذا الدمج ، فإنه
بالإضافة إلى ما أوضحه القرآن الكريم حول نبوّة ورسالة وإمامة إبراهيم عليهالسلام فإنه أشار إلى تقلب
هذه الحقيقة في الذرية التي بعضها من بعض [١]
، وإنّه لمّا لم يكن الله سبحانه ليفرق بين أحد من رسله ، فإنّ كل رسول بمثابة
نبيّ وإمام وهذا يجري على الإمام والنبيّ مثلما يجري على الرسول ، وعلّة هذا القول
بنصوص القرآن الكريم (لا نفرق
بين أحد من رسله)[٢]
أو قوله ( والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد
منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم )[٣] ، فإذا كان
كل رسول هو نبيّ وإمام كإبراهيم ، وهو مقام الصفوة ، فإن توريث راية الحق هو شأن
من شؤون الله سبحانه ، لأنّ الاصطفاء أمر إلهي لا دخل لأحد فيه ، كذلك خيار
استمرار الرسالات لا لأحد قدرة على التدخّل فيه ، نعم قد يتم التدخل ليس في الإمام
، إنّما في طرائق نقل المعارف ، أقصد
[١] ترد تفصيلات هذه
الحقيقة في القرآن الكريم في عدد من المواضع ، راجع مثلا سورة الحديد الآية ٢٦.