responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صلاة التراويح سنة مشروعة او بدعة محدثة ؟ نویسنده : الباقري، جعفر    جلد : 1  صفحه : 38

ففي هذه الرواية دلالةٌ صريحةٌ على عملية التسلُّلِ في الخفاء، التي كانَ يقومُ بها بعضُ الصحابة في ليالي شهر رمضانَ لقطعِ خلوةِ رسولِ اللهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ) مع الله (جَلَّ وَعَلا)، ومن أجلِ الاقتداء القسري بهِ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ) على أحسنِ التقادير، أو الصلاة إلى جانبه كما هو ظاهرِ الحديث، وأنَّه (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ) بمجرد أنْ فطنَ إلى وجودهم خلفه دخلَ رحلَه الخاصَّ به، ولم يعاود الخروجَ إليهم!!

فماذا يريد المرء أكثرَ دلالةً وبياناً من هذا الفعل الصريح على عدم مشروعيةِ الاقتداءِ في نافلة شهر رمضانَ؟!! بل فهمَ البعضُ أنَّ الإتمام لم يتمَّ أصلاً، وإنَّما المقصود من قولِ الحديث: (وجاؤوا يصلّونَ بصلاتِهِ) أنَّهم يصلّون (مع صلاته)، فهم يصلّونَ فرادى لا جماعةً، وهذا التفسير مدعومٌ بقولِ (ابن حجر) في (فتح الباري):

(مقتضاه أنَّهم كانوا يصلّونَ بصلاته وهو داخل الحجرة وهم خارجها).

وهو تفسير وجيه ذكره الشيخ (علي آل محسن) بقوله:

(قوله: يصلّونَ بصلاته، لا يدلُّ على أنَّهم كانوا يصلّونَ معه جماعةً، بل كانوا يصلّونَ مع صلاته، فهم يصلّونَ فرادى، فالباءُ في صلاتهِ بمعنى (مع)، مثل قولهم: (بعتُكَ الدارَ بأثاثها)، أي: معَ أثاثها؛ لأنَّ صلاة الجماعةِ لا تتمُّ والإمامُ داخلُ الحجرة، والمأمومونَ خارجها)[1] .

3 ـ إنَّ ذلك الإئتمام التطفُّلي ـ على فرضِ حدوثه ـ لم يحصل على ضوء هذه الرواية إلاّ ليلةً واحدةً فقط، ومن بعدها عالجَ النبيُّ (صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ) الموقفَ في الليلة الثانية من دون فصل، لخطورةِ الأمرِ وفداحته.


(1) آل محسن، علي، مسائل خلافية حارَ فيها أهلُ السُنَّة، ص: 166.

نام کتاب : صلاة التراويح سنة مشروعة او بدعة محدثة ؟ نویسنده : الباقري، جعفر    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست