نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 56
وطرقه ، فإنّ في نصّ
الحديث من التهافت والتداعي ممّا لا يصحّ صدوره عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
قطعاً !
فالقرن الّذي جاء بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بخمسين سنة
كان شرّ قرون الدنيا ، وهو أحد القرون المذكورة في النصّ ، وهو القرن الّذي قُتل فيه سيّد شباب أهل الجنّة ، الإمام الحسين عليهالسلام
، ذبحاً من القفا ، وأُوقع بالمدينة [١]
، وحوصرت مكّة ، ونُقضـت الكعبة [٢]
، وشربت خلفاؤه والقائمون مقامه عند القوم والمنتصبون في منصب النبوة
الخمور ، وارتكبوا الفجور ، كما جرىٰ ليزيد بن معاوية وليزيد بن عاتكه
وللوليد بن يزيد ، وأُريقت الدماء الحرام وقتل المسلمون وسبي الحريم ،
واستعبد أبناء المهاجرين والأنصار ونقشت علىٰ أيديهم كما يُنقش علىٰ أيدي
الروم ، وذلك في خلافة عبد الملك وإمرة الحجّاج.
وإذا تأمّلت كتب التاريخ وجدت الخمسين
الثانية أكثرها شرّاًً لا خير في رؤسائها وأُمرائها ، والناس برؤسائهم وأُمرائهم ! فكيف يصحّ هذا الخبر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!!
ثمّ إنّ النـبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
ـ لو سلّمنا
بصـدور الحديث عنه ـ مدح القرن ولم يقل بإيمان كلّ مَن عاش فيه ، كيف ؟!
وفي أهل ذلك الزمان الكفّار والمنافقون والفسّاق والمبتدعون ، كـ : النواصب
والخوارج والمرجئة والمعطّلة والجهمية والقدرية وغيرهم.
[١] راجع نتائج
معركة الحَرّة سنة ٦٣ هـ في كتب التاريخ.
[٢] راجع هجوم جيش
يزيد علىٰ مكّة ، وهدم جانب من البيت بفعل المنجنيق الّذي كان يضرب به قائد
جيش يزيد الكعبة في الإمامة والسياسة ٢ / ١٧ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٢٢٨.
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 56