نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 55
من هذه الآية : أنّ
مجموع هذه الأُمّة بمَن فيها من أبرارهم وأئمّتهم من حيث المجموع ـ لا من
حيث الأفراد فرداً فرداً ـ خير من مجموع سائر الأُمـم ; وأين هذا من الدليل
علىٰ خيرية الصحابة جميعاً ؟!
بل إنّ دخول الصحابة ـ فرداً فرداً ـ في
مضمون الآية موقوف علىٰ إحراز كونهم صلحاء أبرار ; لعدم جواز دخول المنافقين منهم ـ الّذين علمنا بوجودهم الإجمالي سابقاً ـ ..
فلو أثبتنا خيرية الجميع علىٰ نحو
الأفراد بهذه الآية للزم الدور المحال ; لأنّ الأصحاب لا يدخلون في مضمون
هذه الآية إلاّ أن يكونوا من الأبرار ، ولا يكون الدليل علىٰ أنّ الأصحاب
أبرار إلاّ بهذه الآية ، وهذا
هو الدور الّذي عنيناه ، فتأمّل يرحمك الله !!
ويجدر الالتفات أيضاً إلىٰ أنّ
ذيل الآية ، وهو قوله تعالىٰ : (تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) يصف الأُمّة
الخيّرة بهذه الصفات ، ومن الواضح أنّ هناك من الصحابة مَن يأمر بالمنكر.
روىٰ مسلم في صحيحه :
عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟
فقال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنّ له
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فلن أسبّه ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من حمر النعم ... [١].
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « سُباب
المسلم فسوق ، وقتاله كفر » [٢]
!!
أمّا الحديث الّذي جاء به الكاتب وسمّاه
ـ علىٰ مبناه ـ : صحيحاً ، وهو : خير القرون قرني ... الخ ، فبغضّ النظر عن مناقشة سند الحديث