نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 57
فالإطلاق في الحديث ـ بفرض التسليم
بصحّته ـ في حقّ الأصحاب مقيّد بما إذا لم يرتـدّوا ، أو يحدِثوا في الدين ; فقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
في أحاديث صحيحة أخرجها أصحاب الصحاح : « ليردنّ علَيَّ الحوض غداً رجال
من أصحابي ثمّ ليختلجنّ عن الحوض ، فأقول : يا ربّ ! أصحابي ، فيقال : إنّك
لا تدري ما أحدثوا من بعدك. فأقول : سحقاً سحقاً ... » [١] ، فيكون المعنىٰ : خير القرون قرني ما لم يرتدّ أهله من بعدي ويحدِثوا في الدين.
وما ذكرناه هنا قد استفاده أيضاً
الشارحون لهذا الحديث الشريف ; قال القرطبي في تفسيره : الجامع
لأحكام القرآن نقلا عن ابن عبد البرّ
: « خير الناس قرني » ليس علىٰ عمومه ؛ بدليل ما يجمع القرن من الفاضل
والمفضـول ، وقد جـمع قرنه جماعة من المنافقين والمظهرين للإيمان وأهل
الكبائر الّذين أُقيمت عليهم وعلىٰ بعضـهم الحدود [٢].
وأقول :
بل جاء عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ما ينافي
استفادة الخيرية للقرون الثلاثة المدّعاة ..
ففي حديث يرويه أصحاب السُنن عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «
الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمّ تصير ملكاً عضوضاً » [٣]
؛ قال ابن الأثير في النهاية
في
[١] صحيح البخاري ٧
/ ٢٠٦ و ٢٠٨ و ٨ / ٧٨ ، صحيح مسلم ١ / ١٥٠ و ٧ / ٦٦ ، السنن الكبرىٰ ـ
للبيهقي ـ ٤ / ٧٨ ، مسند أحمد ٢ / ٣٠٠ و ٤٠٨ و ٣ / ٢٨ ، و ٥ / ٣٣٣
و ٣٣٩.