نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 343
وما قلناه سابقاً في أوّل الكتاب عند
حديثنا عن العودة إلىٰ القرآن الكريم ـ بأنّ العودة الصحيحة إنّما تكون
بالعودة إلىٰ مفسّريه وتراجمته العارفين بعلومه ، والّذين سمّاهم الله عزّ
وجلّ في كتابه بـ : ( أَهْلَ
الذِّكْرِ )
و ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ، وجعلهم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
عدلاً
للكتاب ، وأخبر أنّ التمسّك بهم مع الكتاب عصمة من الضلالة أبد الآبدين ،
وجعل مثلهم في أُمّته كسفينة نوح الّتي مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق
وهوىٰ ـ يجري هنا في مهمّة ولاة الأمر أيضاً.
وسنطبّق هذا المعنىٰ ـ الّذي
أشرنا إليه ـ من خلال الكتاب نفسه ، الّذي كان يقرأه الكاتب ، وهو كتاب نهج البلاغة
، بل ومن خلال النصّ الّذي جاء به أيضاً ..
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في تفسيره لكيفيّة
الردّ إلىٰ الله والرسول الوارد في الآية الكريمة ـ « ٥٩ » من سورة النساء ـ : « الردّ إلىٰ الله أن
نأخذ بمحكم كتابه [١]
، والردّ إلىٰ الرسول الأخذ بسُنّته الجامعة غير المفرّقة » [٢].
فإنّ الإنصات إلىٰ قول أمير
المؤمنين عليهالسلام
ـ كونه وليّ الأمر الواجب الطاعة في زمانه ـ في تفسيره لكيفيّة الردّ إلىٰ الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عند التنازع كان يحلّ أي مشكلة يمكن أن تحصل بين المسلمين في زمانه ،
الزوائد ٩ / ١٠٨ ؛
يرويه بلفظ : « مَن تولاّه فقد تولاّني » ، قال الهيثمي : رواه الطبراني بإسنادين أحسب فيهما جماعة ضعفاء ، وقد وثّقوا. انتهىٰ.
[٢] سُنّة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّها جامعة
، ولكن رويت عنه سُنن افترقت بها الآراء ؛ فإذا أخذت فخُذْ بما أُجمع عليه ، ممّا لا يختلف في نسبته إليه.
نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد
عبده ـ ٣ / ٩٤.
نام کتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة نویسنده : البغدادي، الشيخ خالد جلد : 1 صفحه : 343