مقام عال يجب أن نسكت عنه، حتى نصبح أعلم منه، أو أعلى منه مقاماً، وبهذا ستمتلئ الأرض فساداً، والله لا يحب الفساد.
وأما القول الثاني فهو واضح البطلان؛ وذلك لأن إبليس سقط إلى أسفل سافلين بعد أن أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد بعناده وكبره.
ويجاب على أصحاب المقال الثالث: بأنّ هذا المقال سيؤدّي إلى مخالفة القرآن و العقل.
فأمّا مخالفة القرآن: فقد أمر ـ تعالى ـ أن نصلح بين المتنازعين، فإن بغى أحدهما على الآخر فلنقاتل الباغي، قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ الله...}[1].
وأمّا مخالفة العقل: فلو قلنا بهذه المقالة، لما حق لنا أن نقول: إنّ دين الإسلام هو الحق؛ لأنّه تنازع مع الأديان والفرق الأُخرى. فهل يعني تنازع شخصين أنّ كلاهما مبطل؟ وهذه مقالة واضحة البطلان.
ولم يتبقَّ إلاّ القول الرابع، والذي هو الحق، فيجب أن نسلّم لصفي الله ونتّبعه ونكون من حزبه، وبحثنا هذا لا يعني بالضرورة