responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 169
ولقى ربه، فتجعلونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسلاب[1]، وسكن التراب، وفارق الأحباب، وواجه الحساب، أصبح فقيراً إلى ما قدم، غنيّاً عمّا خلّف، ولا يزيد من حسنة ولا ينقص من سيّئة.

واعلموا انّ لكل سفر زاداً لابد منه، فتزوّدوا لسفركم التقوى، وكونوا كمن عاين ما أعد الله له من ثوابه وعقابه لترغبوا وترهبوا، ولا يغرّنّكم الأمل، ولا يطولنّ عليكم الأمد، فانّه والله ما بسط أمل من لا يدري إذا أصبح انّه يمسي، وإذا أمسى انّه يصبح، وبين ذلك خطفات المنايا، وخطرات الأمل من الشيطان الغرور.

يزيّن لكم المعصية لتركبوها، ويمنّيكم التوبة لتسوّفوها[2] حتّى تأتي المنيّة أغفل ما يكون عنها، فلا تركنوا إلى غروره فيصيدكم بشركه، واعلموا انّما يغتبط ويطمئنّ من وثق بالنجاة من عذاب الله وأهوال يوم القيامة، فأمّا من لا يدري ربه ساخط عليه أم راض عنه كيف يطمئن، أعوذ بالله من أن آمركم أو أنهاكم بما اُخالفكم فيه فتخسر صفقتي، وتعظم عولتي[3] يوم لا ينجي منه إلاّ الحق والصدق، ولا يفوز إلاّ من أتى الله بقلب سليم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيّها الناس استقيموا إلى ربكم كما قال تعالى: {فاستقيموا إليه واستغفروه}[4] وقال سبحانه: {انّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}[5].

أيّها الناس لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، ولا تتخذوا أيمانكم دخلاً بينكم، واعلموا انّ من لم يكن مستقيماً في صفته لم يرتق من مقام إلى


[1] في "ج": الأسباب.

[2] في "ج": لتنسوها.

[3] في "ب" و"ج": لوعتي.

[4] فصلت: 6.

[5] فصلت: 30.

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست