responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 372
ذلك في جامع عمرو بالفسطاط، وفي جامع العسكر، وفي جامع أحمد ابن طولون وبقيّة المساجد إلى أن قَدِم القائد جوهر بجيوش المعزّ لدين الله وبنى القاهرة، فلمّا كان في يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة صلّى القائد جوهر الجمعة في جامع أحمد بن طولون، وخطب به عبدالسميع بن عمر العبّاسي بقلنسوة وسبنى، وطيلسان دبسيّ، وأذّن المؤذّنون " حيّ على خير العمل " وهو أوّل ما أذّن به بمصر.

وصلّى به عبدالسميع الجمعة، فقرأ سورة الجمعة وإذا جاءك المنافقون، وقنت في الركعة الثانية، وانحطّ إلى السجود، ونسي الركوع، فصاح به عليّ بن الوليد قاضي عسكر جوهر: بطلت الصلاة، أعد ظهراً أربع ركعات، ثمّ أذّن بـ" حيّ على خير العمل " في سائر مساجد العسكر إلى حدود مسجد عبدالله[1].

وأنكر جوهر على عبدالسميع أنه لم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في كلّ سورة، ولا قرأها في الخطبة، فأنكره جوهر ومنعه من ذلك.

ولأربع بقين من جمادى الأولى المذكور أذّن في الجامع العتيق بـ " حيّ على خير العمل "، وجهروا في الجامع بالبسملة في الصلاة، فلم يزل الأمر على ذلك طول مدة الخلفاء الفاطميين ; إلاّ أنّ الحاكم بأمر الله في سنة أربعمائة أمر بجمع مؤذّني القصر، وسائر الجوامع وحضر قاضي القضاة مالك بن سعيد الفارقي، وقرأ أبو عليّ العباسي سجلاًّ فيه الأمر بترك " حيّ على خير العمل " في الأذان، وأن يقال في صلاة الصبح: الصلاة خير من النوم، وأن يكون ذلك من مؤذّني القصر عند قولهم: " السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله "[2].


[1] انظر: قريباً منه في أخبار بني عبيد 1: 85.

[2] مرّ عليك أنّ معاوية بن أبي سفيان هو أوّل من ابتدع هذه المقولة ورسّخ أركانها (كما عن كتب الأوائل السيوطي: 26). وقد كان لهذا الأمر جذر متجذر في زمان عمر، ذلك أنّه لمّا قدم عمر مكّة أتاه أبو محذورة وقد أذّن، فقال: الصلاة يا أمير المؤمنين، حيّ على الصلاة حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح، قال: ويحك أمجنون أنت؟! أما كان في دعائك الذي دعوتنا ما نأتيك حتّى تأتينا. (مصنف ابن أبي شيبة 1: 307).

نام کتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست