responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 207

و هو جالس في نادي قريش و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش أ لا أقوم إلى هذا فأكلمه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطه أيها شاء و يكف عنا، و ذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب، و رأوا أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يزيدون و يكثرون؟ فقالوا: بلى يا أبا الوليد فقم فكلمه، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السطة [1] في العشيرة و المكان في النسب، و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم و سفهت به أحلامهم و عبت به آلهتهم و دينهم، و كفرت من مضى من آبائهم فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم). قل يا أبا الوليد أسمع، فقال يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالا جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، و إن كنت إنما تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، و إن كنت تريد ملكا ملكناك، و إن كان [97] هذا الذي يأتيك رئيا تراه و لا تستطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطب، و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه، و لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك، فإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما لا يقدر عليه أحد، حتى إذا فرغ عتبة و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يستمع منه قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم):

أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: فاستمع مني، قال: أفعل، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم): بسم اللّه الرحمن الرحيم‌ «حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا» [2] فمضى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) يقرأها عليه، فلما سمعها عتبة أنصت له، و ألقى بيده خلف ظهره معتمدا عليها يستمع منه حتى انتهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) إلى السجدة فسجد فيها، ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت و ذاك، فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف باللّه لقد


[1] علو المكانة و النسب.

[2] سورة فصلت: 1- 3.

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست