تصادقوا و ليكتم بعضكم على بعض، فقال قائلهم: تعلمون و اللّه ما قومكم على شيء لقد أخطئوا دين إبراهيم (عليه السلام) و خالفوه، ما وثن يعبد لا يضر و لا ينفع، فابتغوا لأنفسكم، فخرجوا يطلبون و يسيرون في الارض يلتمسون أهل الكتاب من اليهود و النصارى و الملل كلها، الحنيفة دين إبراهيم (عليه السلام).
فأما ورقة بن نوفل فتنصر، فاستحكم في النصرانية، و اتبع الكتب من أهلها، حتى علم علما كثيرا من أهل الكتاب.
فلم يكن فيهم أعدل أمرا، و لا أعدل شأنا من زيد بن عمرو بن نفيل، اعتزل الأوثان و فارق الأديان من اليهود و النصارى و الملل كلها إلّا دين إبراهيم يوحد اللّه عز و جل و يخلع من دونه، و لا يأكل ذبائح قومه، باداهم بالفراق لما هم فيه.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش و الذي نفس زيد بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم لو أني أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، و لكني لا أعلمه، ثم يسجد على راحته.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل أن زيدا كان إذا دخل الكعبة قال: لبيك حقا حقا تعبدا ورقا، عذت بما عاذ به إبراهيم، و هو قائم، إذ قال: أنفي لك عان راغم (32) مهما تجشمني فإني جاشم، البر أبغي لا الخال- يقول: لا الفخر- ليس مهجر كمن قال. [1]
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: حدثني هشام بن عروة قال: رواني