عزلت اللات و العزى جميعا* * * كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا عزّى أدين و لا ابنتيها* * * و لا صنمي بني عمرو أدير
و لا غنما أدين و كان ربا لنا* * * في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت و في الليالي معجبات* * * و في الأيام يعرفها البصير
بأن اللّه قد أفنى رجالا* * * كثيرا كان شأنهم الفجور
و أبقى آخرين ببرّ قوم* * * فيربك منهم الطفل الصغير
و بينا المرء يعثر ثاب يوما* * * كما يتروح الغصن النضير
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: و قال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا:
أسلمت وجهي لمن أسلمت* * * له الأرض تحمل صخرا ثقالا
و أسلمت وجهي لمن أسلمت* * * له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة* * * أطاعت فصبت عليها سجالا
و أسلمت وجهي لمن أسلمت* * * له الريح تصرف حالا فحالا
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: و كان الخطاب بن نفيل قد آذى زيد ابن عمرو بن نفيل حتى خرج عنه إلى أعلى مكة، فنزل حراء، مقابل مكة، و وكل به الخطاب شبابا من شباب قريش و سفهاء من سفهائهم، فقال: لا تتركوه يدخل مكة، فكان لا يدخلها إلا سرا منهم، فاذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب، فأخرجوه و آذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم، و أن يتابعه أحد منهم على فراقهم، و كان الخطاب عم زيد، و أخاه لأمه، و كان عمرو بن نفيل قد خلف على أم الخطاب بعده، فولدت له زيد بن عمرو، و كان الخطاب عمه و أخوه لأمه مع سنه، فكان يعاتبه على فراق دين قومه حتى آذاه، فقال زيد بن عمرو و هو يعظم حرمته على من استحل من قومه ما استحل: