يحيى: جميعا»- ثم اجتمعا، قال: فسار حتى وقف به في الموقف حتى كان كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين صلاة المغرب، ثم أفاض حتى أتى به «جميعا» فصلى به الصلاتين، قال يحيى: المغرب و العشاء جميعا. قالا: ثم بات بها حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين صلاة الفجر أفاض به حتى أتى به الجمرة فرماها، ثم ذبح و حلق تم أتى به البيت فطاف به- قال ابن أبي ليلى:
ثم رجع به إلى منى فأقام فيها تلك الأيام، ثم أوحى اللّه عز و جل إلى محمد (صلى اللّه عليه و سلّم) أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا.
نا أحمد نا يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي قال: بعثني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) حين نزلت «براءة» [1] ألّا يطوف بالبيت عريان.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحاق قال: و كانت قريش- لا أدري قبل بناء الكعبة أو بعده- ابتدعت رأي الحمس، رأيا رأوه و أداروه بينهم، فقالوا:
نحن بنو إبراهيم و أهل الحرم، و ولاة البيت، و قاطنو مكة و سكانها، فليس لأحد من العرب مثل حقنا، و لا مثل منزلتنا، و لا يعرف له العرب مثل ما تعرف لنا، فلا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم، فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب حرمتكم، و قالوا: قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم، فتركوا الوقوف على عرفة و الإضافة منها، و هم يقرون و يعرفون أنها من المشاعر [2] [21] و الحج و دين ابراهيم (عليه السلام)، فيرون [3] لسائر العرب أن يقفوا عليها و أن يفيضوا منها، إلا أنهم قالوا نحن أهل الحرم فليس ينبغي لنا أن نخرج [4] من الحرمة و لا نعظمن [5] غيرها كما يعظمها الحمس، و الحمس أهل الحرم، ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكني الحل و الحرم مثل الذي لهم