responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 102

بولادتهم إياهم، يحل لهم ما يحل لهم، و يحرم عليهم ما يحرم عليهم، و كانت كنانة و خزاعة قد دخلوا معهم في ذلك، ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن، فقالوا: لا ينبغي للحمس أن يأقطوا الأقط، و لا يسلوا السمن و هم حرم، و لا يدخلوا بيتا من شعر و لا يستظلوا إلا في بيوت الأدم ما داموا حراما، ثم رفعوا في ذلك فقالوا: لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به معهم من الحل في الحرم إذا جاءوا حجاجا أو عمارا، و لا يطوفوا بالبيت إذا قدموا أول طوافهم إلا في ثياب الحمس، فإن لم يجدوا شيئا منها طافوا بالبيت عراة، فإن تكرم منهم متكرم من رجل أو امرأة لم يجد ثوبا من ثياب الحمس، فطاف في ثيابه التي جاء بها من الحل، ألقاها إذا فرغ من طوافه، لم ينتفع بها، و لم يمسها، و لا أحد غيره أبدا، و كانت العرب تسمي تلك الثياب اللقى، فحملوا العرب على ذلك فدانت به، و وقفوا على عرفات، و أفاضوا منها، فأطافوا بالبيت عراة، و أخذوا بها شرعوا لهم من ذلك، فكان أهل الحل يأتون حجاجا و عمارا، فإذا دخلوا الحرم وضعوا أزوادهم التي جاءوا بها، و ابتاعوا من طعام الحرم و التمسوا ثيابا من ثياب الحرم إما عارية و إما بإجارة، فطافوا فيها، فإن لم يجدوا طافوا عراة، أما الرجال فيطوفون عراة، و أما النساء فتضع احداهن ثيابها كلها إلا درعا تطرحه عليها، ثم تطوف فيه، فقالت امرأة من العرب و هي كذلك تطوف:

اليوم يبدو بعضه أو كله‌* * * و ما بدا منه فلا أحله‌

و من طاف منهم في ثيابه التي جاء فيها ألقاها فلم ينتفع بها هو و لا غيره، فقال قائل من العرب يذكر شيئا تركه لا يقر به و هو يحبه:

كفى حزنا كرّي عليه كأنه‌* * * لقى بين أيدي الطائفين حريم‌

يقول: لا تمس. فكانوا كذلك حتى بعث اللّه عز و جل نبيه (صلى اللّه عليه و سلّم)[1].


[1] جاء في حاشية الأصل: آخر الجزء الأول من المغازي، سمع من ... الى هنا-

نام کتاب : سيرة ابن إسحاق نویسنده : محمد بن إسحاق بن يسار    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست