responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 61

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قرعت حفصة الجدار الذي بينها و بين عائشة، فقالت ألا أبشري، إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد حرّم أمته، فقد أراحنا اللّه منها، فقالت عائشة أما و اللّه، إنه كان يريبني أنه كان يقبل من أجلها، فأنزل اللّه تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ‌ [التحريم/ 1] ثم قرأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) «و إن تظاهرا عليه» فهي عائشة و حفصة، و زعموا أنهما كانتا لا تكتم إحداهما للأخرى شيئا، و كان لي أخ من الأنصار إذا حضرت، و غاب في بعض ضيعته، حدثته بما قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و إذا غبت في بعض ضيعتي، حدّثني فأتاني يوما و قد كنّا نتخوّف جبلة بن الأيهم الغساني.

فقال: ما دريت ما كان؟ فقلت: و ما ذاك؟ لعله جبلة بن الأيهم الغساني، تذكر قال: لا و لكنه أشد من ذلك إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) صلّى صلاة الصّبح، فلم يجلس كما كان يجلس، و لم يدخل على أزواجه كما كان يصنع، و قد اعتزل في مسربته، و قد ترك الناس يموجون و لا يدرون ما شأنه، فأتيت و الناس في المسجد يموجون و لا يدرون فقال: يا أيّها النّاس كما أنتم،

ثم أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو في مسربته قد جعلت له عجلة، فرقى عليها، فقال لغلام له أسود و كان يحجبه استأذن لعمر بن الخطّاب، فاستأذن لي فدخلت و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في مسربته فيها حصير و أهب معلّقة و قد أفضى بجنبه إلى الحصير، فأثّر الحصير في جنبه و تحت رأسه و سادة من أدم محشوّة ليفا، فلمّا رأيته بكيت، قال: ما يبكيك؟ قلت يا رسول اللّه، فارس و الروم أحدهم يضطجع في الدّيباج و الحرير فقال: إنهم عجّلت لهم طيباتهم، و الآخرة لنا، ثم قلت يا رسول اللّه، ما شأنك؟ فإني قد تركت الناس يموج بعضهم في بعض، فعن خبر أتاك فقال:

اعتزلهن؟ فقال: لا، و لكن كان بيني و بين أزواجي شي‌ء فأحببت ألا أدخل عليهنّ شهرا،

ثم خرجت على الناس، فقلت يا أيها الناس، ارجعوا، فإن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان بينه و بين أزواجه شي‌ء فأحب أن يعتزل، فدخلت على حفصة، فقلت: يا بنتي، أ تكلّمين رسول اللّه و تغيظينه و تغارين عليه؟ فقالت: لا أكلّمه بعد بشي‌ء يكرهه، ثم دخلت على أم سلمة و كانت خالتي، فقلت لها كما قلت لحفصة، فقالت: عجبا لك يا عمر بن الخطّاب، كلّ شي‌ء تكلّمت فيه، حتى تريد أن تدخل بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و بين أزواجه، و ما يمنعنا أن نغار على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أزواجكم يغرن عليكم، فأنزل اللّه تعالى‌ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا [الأحزاب/ 28] حتى فرغ منها [1].


[1] ذكره الهيثمي في المجمع 5/ 13 من طريق عبد اللّه بن صالح و عزاه للطبراني في الأوسط و هو في الصحيحين من حديث عائشة 8/ 656 (4912) (6691) و مسلم 2/ 1100 (20/ 1474).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست