responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 62

و روى الطبراني و أبو داود بسند جيد و اللّفظ له عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في سفر، و في رواية «حجّة الوداع»، و نحن معه، فاعتلّ بعير لصفية و كان مع زينب فضل فقال لها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إن بعير صفيّة قد اعتلّ فلو أعطيتها بعيرا لك! قالت: أنا أعطي هذه اليهودية؟! فغضب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هجرها بقيّة ذي الحجّة و محرّم و صفر و أيّاما من ربيع الأول حتى رفعت متاعها و سريرها فظنت أنه لا حاجة له فيها فبينما هي ذات يوم قاعدة نصف النهار، إذ رأت ظلّه قد أقبل فأعادت سريرها و متاعها [1].

و روى الإمام أحمد بسند لا بأس به عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- قال: هجر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) نساؤه قال شعبة أحسبه قال شهرا فأتاه عمر بن الخطاب و هو في غرفة و هو على حصير قد أثّر الحصير بظهره، فقال: يا رسول اللّه كسرى يشربون في الذّهب و الفضّة و أنت هكذا فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إنهم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا، ثم قال رسول اللّه الشهر هكذا و هكذا و هكذا و كسر في الثالثة الإبهام [2].

و روى الحاكم و البيهقيّ و الحارث و اللفظ له عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) استبرأ صفية بحفصة، قيل له: من أمّهات المؤمنين أم من غير أمهات المؤمنين؟ قال:

من أمّهات المؤمنين.

تنبيهات‌

الأول: سبب نزول قوله تعالى‌ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا [الأحزاب/ 28]:

إن نساء النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) سألنه في عرض الدّنيا و متاعها أشياء و طلبن منه زيادة في النفقة و أذينه بغيرة بعضهن بعضا فهجرهنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و آلى أي حلف لا يقربهنّ شهرا و لم يخرج إلى أصحابه، فقالوا: ما شأنه و كانوا يقولون طلّق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال عمر: لأعلمنّ لكم شأنه، فاستأذن عليه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كما تقدم.

الثاني:

قال في (زاد المعاد): و طلّق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، و راجع، و آلى إيلاء مؤقّتا بشهر و لم يظاهر أبدا، و أخطأ من قال: إنه ظاهر خطأ عظيما، و إنما ذكر هنا تنبيها على ذكر خطائه و نسبته إليه ما أمره اللّه تعالى منه.


[1] ذكره الهيثمي في المجمع 4/ 326 و قال رواه أبو داود مختصرا، و الطبراني في الأوسط.

[2] أخرجه أحمد 2/ 298 و انظر المجمع 6/ 7، 10/ 327.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست