responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 489

مع أصحابه يحدثهم قد عصب بطنه بعصابة، فقلت لبعض أصحابه: لم عصب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بطنه فقالوا: من الجوع، فذهبت إلى أبي طلحة فأخبرته فدخل على أمي فقال: هل من شي‌ء؟

قالت: نعم عندي كسر من خبز و تمرات، فإن جاءنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) وحده أشبعناه و إن جاء معه بأحد قلّ عنهم، فقال لي أبو طلحة: قم قريبا من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فإذا قام فدعه حتى يتفرق عنه أصحابه ثم اتبعه حتى إذا قام على عتبة بابه، فقل: أبي يدعوك، ففعلت ذلك، فلما قلت:

أبي يدعوك، قال لأصحابه: «يا هؤلاء تعالوا» ثم أخذ بيدي فشدها، ثم أقبل بأصحابه حتى إذا دنونا من بيتنا أرسل يدي فدخلت و أنا حزين لكثرة من جاء به، فقلت: يا أبتاه، قد قلت لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) الذي قلت لي فدعا أصحابه، و قد جاء بهم، فخرج أبو طلحة، فقال: يا رسول اللّه، إنما أرسلت أنسا يدعوك وحدك و لم يكن عندي ما يشبع من أرى، فقال:

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ادخل، فإن اللّه سيبارك فيما عندك، فدخلت فقال: «اجمعوا ما عندكم ثم قربوه» فقرّبنا ما كان عندنا من خبز و تمر، فجعلناه على حصير فدعا فيه بالبركة، فقال: «يدخل عليّ ثمانية» فأدخلت عليه ثمانية، فجعل كفّه فوق الطعام، فقال: «كلوا و سمّوا اللّه عزّ و جلّ» فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا، ثم أمرني أن أدخل عليه ثمانية فما زال ذلك أمره حتى دخل عليه ثمانون رجلا كلّهم يأكل حتى يشبع، ثم دعاني و أمي و أبا طلحة، فقال: «كلوا»، فأكلنا حتى شبعنا، ثم رفع يده، فقال: يا أمّ سليم، أين هذا من طعامك حين قدّمتيه؟ فقالت:

بأبي أنت و أمي، لولا أني رأيتهم يأكلون لقلت: ما نقص من طعامنا شي‌ء [1].

قصة أخرى.

روى الإمام أحمد في الزهد و البزار و البيهقي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) ليسأله عن شي‌ء فدخل يطلب له فأصابه لقمة في بعض حجره، فأخذها، ففتها أجزاء، و وضع يده عليها ثم قال: «كل»، فأكل الأعرابي حتى شبع و فضلت منه فضلة فجعل الأعرابي ينظر إليه و يقول: إنك لرجل صالح فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أسلم» فجعل يأبى الإسلام و يقول إنك لرجل صالح [2].

تنبيه في بيان غريب ما سبق:.

العرق [.....].

الأرغفة [قطعة من العجين تخبز].


[1] أخرجه مسلم (143/ 2040) و البيهقي في الدلائل 1/ 963 و أبو نعيم في الدلائل 148 و انظر المجمع 8/ 306.

[2] ذكره الهيثمي في المجمع 8/ 313، 314 و قال رواه البزار و فيه السري بن عاصم و هو كذاب.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست