رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «يا عائشة، هل من شيء»، قالت: حويسة كنت أعددتّها لإفطارك، فأتي بها في قعبة فأكل منها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) شيئا ثم قدمها إلينا ثمّ قال: «بسم اللّه كلوا» فأكلنا منها حتى و اللّه ما ننظر إليها، ثم قال: «هل من شراب؟» فقالت لبينة: أعددتّها لإفطارك، فجاءت بها فشرب منها شيئا، ثم قال: «باسم اللّه اشربوا»، فشربنا حتى و اللّه ما ننظر إليها [1].
قصة أخرى.
روى الطبراني بسند حسن عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: دعاني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ليلة فانطلق إلى المنزل فقال: «هلموا إلى الطعام الذّي عندكم فأعطوني صحفة فيها عصيدة بتمر» فأتيته بها، فقال: «ادع أهل المسجد» فقلت في نفسي: الويل لي مما أرى من قلة الطعام و الويل لي من المعصية، فدعوتهم، فاجتمعوا، فوضع النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) أصابعه فيها و غمز نواحيها و قال: «كلوا بسم اللّه» فأكلوا حتى شبعوا و أكلت حتّى شبعت و رفعتها فإذا هي كهيئتها حين وضعتها إلا أن فيها أثر الأصابع [2].
قصة أخرى.
روى ابن عساكر عن عبد اللّه بن مغيث أبي بردة الأنصاري قال: أرسلت أم عامر الأشهليّة بقصعة فيها حيس إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو في قبته و عنده أم سلمة فأكلت أمّ سلمة حاجتها ثم خرجت بالقعبة، فنادى منادي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى عشائه فأكل أهل الخندق و هي كما هي.
قصة أخرى.
روى ابن حبّان في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: أتت عليّ ثلاثة أيام لم أطعم فجئت أريد الصّفّة فجعلت أسقط فجعل الصبيان يقولون: جنّ أبو هريرة، قال فجعلت أناديهم، و أقول: بل أنتم المجانين حتى انتهينا ألى الصّفّة، فوافقت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أتى بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصّفّة و هم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني حتى قام القوم و ليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة،
فجمعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فصارت لقمة فوضعه على أصابعه، فقال لي: «كل باسم اللّه»، فو الذي نفسي بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت [3].
قصة أخرى.
روى مسلم عن أنس رضي اللّه تعالى عنه قال: جئت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فوجدته جالسا
[1] أخرجه أحمد 5/ 526 و أبو نعيم في الدلائل (153) و انظر المجمع 8/ 101.
[2] الطبراني في الكبير 18/ 138 و انظر المجمع 8/ 311.
[3] أخرجه ابن حبان ذكره الهيثمي في الموارد (2148) و السيوطي في الدر المنثور 4/ 216.