روى الإمام أحمد و أبو يعلى من طرق عن أبي رافع مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: أهديت لنا شاة، فجعلتها في قدر، فدخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «ما هذا يا أبا رافع؟ فقلت: شاة أهديت لنا، فطبختها في القدر، فقال: «ناولني الذراع» فناولته ثم قال: «ناولني الذراع يا أبا رافع»، فناولته ثم قال: «ناولني الذراع الآخر» فقلت: يا رسول اللّه، إنما للشاة ذراعان فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أما إنك لو مسكت لناولتني ذراعا ما دعوت به [1]».
قصة أخرى.
روى الإمام أحمد و أبو نعيم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن شاة طبخت فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أعطني الذراع»، فناولته إياه، ثم قال: «الذراع» زاد أبو نعيم من وجه آخر فناولته إياه، ثم دعا بذراع آخر، فقلت: يا رسول اللّه، إنما للشاة ذراعان، قال: «أما إنك لو التمستها لوجدتها» [2].
قصة أخرى.
روى أبو يعلى و أبو نعيم بسند حسّنه الحافظ ابن حجر عن أسامة بن زيد رضي اللّه عنه أن امرأة جاءت بابن لها فذكر الحديث و فيه: فأهدت للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) شاة مشوية، فقال: «خذ الشاة منها»، ثم قال: «ناولني ذراعها»، فناولته ثم قال: «ناولني ذراعها»، فقلت يا رسول اللّه إنما هما ذراعان، و قد ناولتك فقال: «و الذي نفسي بيده، لو سكتّ ما زلت تناولني ذراعا ما قلت لك ناولني ذراعا [3]».
قصة أخرى.
روى الإمام أحمد و الدّراميّ عن أبي عبيد مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أنه طبخ للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) قدرا فيه لحم، فقال: «ناولني ذراعها» فناوله ثم قال: «ناولني ذراعها» فناوله، ثم قال: «ناولني ذراعها»، فقلت: يا رسول اللّه، كم للشاة من ذراع، فقال: «و الذي نفسي بيده، لو سكتّ لأعطتك ذراعا ما دعوت به» [4].
[1] أخرجه أحمد 6/ 392 و انظر المجمع 8/ 311 و المشكلة (327).
[2] أحمد في المسند 2/ 517 و ابن كثير في البداية 6/ 140.