responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 439

و أجاب الطحاوي في مشكل الآثار، و أقرها ابن رشد في مختصره بأن حبسها غير ما في حديث أسماء من ردها بعد الغروب، و قال الحافظ: في باب قول النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) «أحلت لكم الغنائم» من «فتح الباري» بعد أن أورد حديث حبس الشمس صبح ليلة الإسراء و لا يعارضه ما رواه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة «لم تحبس الشمس إلّا ليوشع بن نون» إلى آخره، و وجه الجمع أن لمصر محمول على ما معنى للأنبياء قبل نبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم)، و قوله: «لم تحبس الشمس إلّا ليوشع بن نون فيه نفي، إنّما قد تحبس بعد ذلك لنبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم)».

الأمر الثالث: في الاضطراب، و تقدم ردّ ذلك في التنبيه المتقدم أول الكتاب.

الأمر الرابع: قال الجوزقاني و من تبعه لو ردت الشمس لكان ردها يوم الخندق للنبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) بطريق الأولى. قلت: رد الشمس لعليّ إنما كان بدعاء النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم)، و لم يجي‌ء في خبر قط أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) دعا في واقعة الخندق أن تردّ فلم تردّ بل لم يدع على أن القاضي عياض ذكر في الإكمال أن الشمس ردّت على النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) في واقعة الخندق فاللّه أعلم، و قد بينت ضعفه في كتاب «مزيل اللبس».

الأمر الخامس: أعل ابن تيمية حديث أسماء بأنها كانت مع زوجها بالحبشة و قلت:

هو و هم بلا شك، و بلا أدنى خلاف أن جعفر قدم من الحبشة هو و امرأته اسماء على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو بخيبر بعد فتحها، و قسم لهما و لأصحاب سفينتهما.

الأمر السادس: قال ابن الجوزي: و من تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة و لم يتلمح إلى عدم الفائدة فإن صلاة العصر لغيبوبة الشمس صارت قضاء و رجوع الشمس لا يعيدها أداء. انتهى.

قلت: لثبوت الحديث على أنّ الصلاة وقعت أداء بذلك صرح القرطبي في التذكرة قال: فلو لم يكن رجوع الشمس نافعا و أنه لا يتجدد الوقت لما ردّها عليه ذكره في باب «ما يذكر الموت و الآخرة» من أوائل التذكرة و وجهه أن الشمس لما عادت كأنها لم تغب و اللّه سبحانه و تعالى أعلم.

التنبيه الثالث: ليحذر من يقف على كلامي هنا أن يظن بي أني أميل إلى التشيع و اللّه يعلم أن الأمر ليس كذلك و الحامل لي على هذا الكلام أن الذهبي ذكر في ترجمة الحافظ الجسكاني أنّه كان يميل إلى التشيع، لأنه أملى جزءا في طرق حديث رد الشمس و هذا الرجل ترجمه تلميذه الحافظ عبد الغفار بن إسماعيل الفارسي في «ذيل تاريخ نيسابور» فلم يسعفه بذلك بل أثنى عليه ثناء حسنا و كذلك غيره من المؤرخين نسأل اللّه تعالى السلامة من الخوض في أعراض الناس بما نعلم و بما لا نعلم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 439
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست