responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 432

و قال في موضع آخر في الكلام على الجمع بين روايتي ابن مسعود و الجمع بين قول ابن مسعود تارة بمنى و تارة بمكة إمّا باعتبار التعدد إن ثبت، و إمّا بالجمل على أنه كان بمنى و من قال كان بمكة لا ينافيه لأن من كان بمنى كان بمكة من غير عكس، و يؤيده أن الرواية التي فيها بمنى قال فيها: «و نحن بمنى»، و الرواية التي فيها «مكة» لم يقل فيها و نحن و إنما قال: «انشق بمكة» يعني أن الإنشقاق كان و هم بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة، و قول ابن مسعود رضي اللّه عنه انشق القمر نصفين نصف على أبي قبيس و نصف على قعيقعان و أن لفظ السويد قال الحافظ: كان ليلتئذ بمكة، و على تقدير تصريحه فمنى من جملة مكة فلا تعارض، و قد وقع عند الطبراني من طريق ذر بن حبيش عن ابن مسعود قال: «انشق القمر بمكة فرأيته فرقتين، و في لفظ «السويداء» قال الحافظ: يحتمل أن يكون رآه كذلك و هو بمنى كأن يكون على جبل مرتفع بحيث رأى طرف جبل أبي قبيس، قال: و يحتمل أن يكون القمر استمر منشقا حتى رجع ابن مسعود من منى إلى مكة فرآه كذلك و فيه بعد، و الذي يقتضيه غالب الروايات أنّ الإنشقاق كان قرب غروبه يؤيد ذلك إسنادهم الرواية إلى جهة الجبل ثم قال الحافظ:

و يحتمل أن يكون الإنشقاق وقع أول طلوعه فإن في بعض الروايات أنّ ذلك كان ليلة البدر، أو التعبير بأبي قبيس من تغيير الرواة، لأن الفرض ثبوت رؤيته منشقا إحدى الشقتين على جبل و الأخرى على جبل آخر و لا يغير ذلك قول الراوي الآخر «رأيت الجبل بينهما» أي بين الفرقتين، لأنه إذا ذهبت فرقة عن يمين الجبل و فرقة عن يساره مثلا صدق أن بينهما أي جبل آخر كان من جهة يمينه أو يساره صدق أنّها عليه أيضا.

قال: و قد أنكر جمهور الفلاسفة انشقاق القمر متمسكين أن الآيات العلوية لا يتهيأ فيها الانخراق و الالتئام و كذا قالوا في فتح أبواب السّماء ليلة الاسراء إلى غير ذلك من إنكارهم ما يكون يوم القيامة من تكوير الشمس و غير ذلك و جواب هؤلاء إن كانوا كفارا أن يناظروا أولا على ثبوت دين الإسلام ثم يشركوا مع غيرهم ممن أنكر ذلك من المسلمين، و متى سلم المسلم بعض ذلك دون بعض ألزم التناقض و لا سبيل إلى انكار ما ثبت في القرآن من الانخراق و الالتئام في القيامة فيستلزم جواز وقوع ذلك معجزة للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقد أجاب القدماء عن ذلك فقال أبو إسحاق الزجاج في المعاني: أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة انشقاق القمر و لا انكار للعقل فيه، لأن القمر مخلوق للّه يفعل فيه ما يشاء كما يكوره يوم البعث و يفنيه. و أما قول بعضهم لو وقع لجاء متواترا و اشترك أهل الأرض في معرفته و لما اختص بها أهل مكة فجوابه أن ذلك وقع ليلا و أكثر الناس نيام و قل من يراصد السماء إلا النادر و قد يقع بالمشاهدة في العادة أي ينكشف القمر و تبدو الكواكب العظام و غير ذلك في الليل و لا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 9  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست