يشاهدها إلا الآحاد فكذلك الانشقاق كان آية وقعت في الليل لقوم سألوا و اقترحوا فلم يتأهب غيرهم لها.
قال ذهب بعض أهل العلم من القدماء إلى أنّ المراد بقوله تعالى «و انشق القمر» أي سينشق.
كما قال تعالى أَتى أَمْرُ اللَّهِ [النحل/ 1] أي سيأتي و النكتة في ذلك إرادة المبالغة في تحقق وقوع ذلك فنزل منزلة الواقع الذي ذهب إليه الجمهور أصح، كما جزم به ابن مسعود و حذيفة و غيرهما و يؤيده قوله تعالى بعد ذلك وَ إِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [القمر/ 2] كما تقدم تقريره في أول الباب، و ذكر الإمام الحليمي أنّ القمر انشقّ في عصره و أنّه شاهد الهلال في الليلة الثالثة منشقا نصفين عرض كل واحد كعرض القمر ليلة أربع أو خمس ثم اتّصل فصار في شكل أترجه إلى أن غاب.